عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، ندوة علمية كبرى، بمسجد الوداع التابع لإدارة أوقاف فيديمين.

 

جاء ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف المصرية ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي، وضمن جهودها لتحقيق مقاصد الشريعة وتقديم خطاب ديني وسطي رشيد.

 

يأتي هذا في إطار توجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور الشيخ يحيى محمد مدير الدعوة، والشيخ طه علي مسؤول المساجد بالمديرية، والشيخ محمد حسن مدير الإدارة، والشيخ السيد بيومي، وجمع غفير من رواد المسجد، وذلك تحت عنوان ”أثر وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات وكيفية العلاج“.

 

العلماء يحذرون من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات

 

وخلال هذه الندوة حذر العلماء من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات، مؤكدين أن ديننا الحنيف قد دعانا إلى ضرورة التثبت في النقل قولا أو كتابة أو مشاركة إلكترونية، مبينين أن العاقل يفكر قبل أن يتكلم والأحمق يتكلم دون أن يفكر، وإن أخطر أنواع الاستعلاء هو الاستعلاء باسم الدين.

 

وأكد العلماء أن ديننا هو دين القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية السامية، وأن من خرج على مقتضى القيم الإنسانية الراقية خرج على مقتضى القيم الدينية، وانحرف عن الفهم الصحيح للدين، كما حذروا من محاولات النيل من الآخرين غيبة أو نميمة أو سخرية أو همزا أو لمزا، فقد ورد أن رجلا أتى إلى سيدنا عمر بن عبدالعزيز، وذكر له عن رجل شيئا، قال له: “إن شئت نظرنا في أمرك؛ فإن كنت كاذبا، فأنت من أهل هذه الآية: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}، وإن كنت صادقا، فأنت من أهل هذه الآية: {هماز مشاء بنميم}، وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه”.

 

وأضاف العلماء أنه لو حرص كل منا على التثبت والتبين قبل إصدار الأحكام، أو قبل بث ونشر كل ما يصل إليه، لفقدت الإشاعة أثرها، ولأحجم مروجو الإشاعات عن نشرها بين الناس، ومن القيم الإنسانية، البعد عن الغيبة، يقول تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: (أتدرون ما الغيبة؟)، قالوا: (الله ورسوله أعلم)، قال: (ذكرك أخاك بما يكره)، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)، وما أقدم الإنسان على الغيبة إلا لانشغاله بعيوب الناس عن عيوب نفسه،فيقول (صلى الله عليه وسلم):(يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع في عينه)،بل إن الإنسان مطالب بأن يرد عن عرض أخيه حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة). 

نقلاً عن : الوفد