مقاومة الأنسولين، أو ضعف حساسية الأنسولين، تحدث عندما لا تستجيب خلايا العضلات والدهون والكبد بشكل كافٍ للأنسولين في الجسم. أما مرحلة ما قبل السكري، فهي مرحلة تتسم بارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم أكثر من المعدل الطبيعي، ولكن دون أن تكون كافية لتشخيص مرض السكري من النوع الثاني.
وفقًا لموقع “Verywellhealth”، يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لكن ليس كل من يعاني من مقاومة الأنسولين يصاب بالسكري.
حقائق سريعة عن مقاومة الأنسولين ومرض السكري
رغم ارتباط مقاومة الأنسولين بمرض السكري، فإنهما ليسا نفس المرض. إليك أبرز أوجه التشابه والاختلاف بينهما:
التشابه بين مقاومة الأنسولين ومرض السكري:
الأنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس ويساعد الجلوكوز (السكر) على الانتقال من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة. تتعلق قدرة الجسم على إنتاج واستخدام الأنسولين بكل من مقاومة الأنسولين ومرض السكري.
مقاومة الأنسولين تحدث عندما لا تستجيب الخلايا بشكل جيد للأنسولين، فيحاول البنكرياس تعويض ذلك بإنتاج كميات أكبر من الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم. ومع مرور الوقت، يمكن أن تتطور مقاومة الأنسولين إلى مرض السكري من النوع الثاني، خصوصًا إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة للتعامل معها. كلما زادت مقاومة الأنسولين، أصبح من الصعب على الجسم التحكم في مستويات الجلوكوز.
مرض السكري يحدث عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم.
الاختلافات بين مقاومة الأنسولين ومرض السكري:
رغم أن مقاومة الأنسولين قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، فإنها قد تكون مرتبطة أيضًا بحالات صحية أخرى مثل متلازمة تكيس المبايض، ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
مرض السكري من النوع 2 هو حالة مزمنة لا يمكن عكسها عادة، لكن التغييرات في نمط الحياة والجراحة الأيضية قد تساعد في علاج مرض السكري.
الأنسولين ومرض السكري من النوع الأول:
مقاومة الأنسولين لا تتسبب في مرض السكري من النوع الأول، حيث أن هذا النوع من مرض السكري هو حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجسم خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين. المصابون بالسكري من النوع الأول يحتاجون إلى تناول الأنسولين عن طريق الحقن أو مضخة الأنسولين. ومع مرور الوقت، يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول من مقاومة الأنسولين أيضًا.
كيف تعرف إذا كنت مصابًا بمقاومة الأنسولين؟
لتشخيص مقاومة الأنسولين، قد يطلب الطبيب فحوصات دم مثل اختبار الأنسولين الصائم أو اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم. قد يطلب الطبيب أيضًا فحوصات دم للتحقق من مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. بالإضافة إلى نتائج الفحوصات، سيأخذ الطبيب في اعتباره تاريخك الطبي وأعراضك الحالية.
أعراض مقاومة الأنسولين:
في كثير من الحالات، لا تظهر أعراض ملحوظة على الأشخاص المصابين بمقاومة الأنسولين. ومع ذلك، قد تشير بعض الأعراض إلى وجود المشكلة، مثل:
- جلد داكن في منطقة الإبط أو حول الرقبة.
- مشاكل في الرؤية.
- زيادة الوزن.
- دورات شهرية غير منتظمة لدى النساء.
- حب الشباب.
- الشعرانية (نمو شعر غير طبيعي خاصة عند النساء).
كيف تعرف إذا كنت مصابًا بمرض السكري؟
عادة ما يتم تشخيص مرحلة ما قبل السكري باستخدام اختبار دم، مثل مستوى جلوكوز البلازما الصائم (FPG) أو اختبار A1c. إذا كانت مستويات الجلوكوز بين 140 و199 مجم/ديسيلتر بعد اختبار تحمل الجلوكوز، يُمكن أن يتم تشخيصك بمرحلة ما قبل السكري.
مع تطور مرحلة ما قبل السكري إلى مرض السكري من النوع 2، قد تظهر أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم مثل:
- زيادة العطش.
- كثرة التبول.
- زيادة الجوع.
- التعب الشديد.
- عدم وضوح الرؤية.
- بطء شفاء الجروح أو الكدمات.
- شعور بوخز أو خدر في الأطراف.
متى تتحول مقاومة الأنسولين إلى مرض السكري؟
مع تقدم مقاومة الأنسولين، قد تتلف خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين. عندما يحدث ذلك، لا يستطيع البنكرياس إنتاج الكمية الكافية من الأنسولين لإدارة مستويات الجلوكوز بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم وتطور مرض السكري من النوع الثاني.
علاج مقاومة الأنسولين ومرض السكري:
غالبًا ما يشمل علاج مقاومة الأنسولين علاج مرحلة ما قبل السكري، ويشمل ذلك الأدوية التي تساعد الجسم على أن يصبح أكثر حساسية للأنسولين. كما يوصي الأطباء بإجراء تغييرات في نمط الحياة مثل:
- ممارسة النشاط البدني.
- فقدان الوزن إذا لزم الأمر.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة.