يجب ألا نخاف من احتمالية اصطدام الكواكب الهائمة بكوكب الأرض، إذ أكد علماء كثر في هذا السياق أبرزهم الباحثة في مكتب الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) كيلي فاست أنه “لا ينبغي لأحد أن يخاف من هذا الأمر”، وذلك لأن العلم لديه القدرة على تحديد مكان الاصطدام بدقة وإخلائه إن لزم الأمر، عدا عن أن لدينا أكثر من وسيلة لحرف هذه الكواكب عن مسارها.

العلم لا ينفي

لا ينفي العلم إمكان اصطدام الكويكبات والأجسام الهائمة بالأرض بصورة قاطعة. وعلى رغم ذلك توجد نظريات عدة تؤكد قدرة الأرض على حماية ذاتها من اصطدام الكواكب الهائمة بها، إذ حدث أكثر اصطدام كويكب شهرةً في العالم قبل 66 مليون عام عندما تسببت صخرة فضائية بعرض يناهز 10 كيلومترات في حدوث شتاء عالمي، مما أدى إلى القضاء على الديناصورات و75 في المئة من جميع الأنواع الحية. لذلك تقوم وكالات الفضاء مثل “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية حالياً بالتحقيق في الطرق التي قد تتمكن بها البشرية من تجنب الاصطدام بكويكبات أخرى.

مهمة وكالة الفضاء الأوروبية

على سبيل المثال استخدمت مهمة وكالة الفضاء الأوروبية (DART) قبل أعوام عدة قمراً اصطناعياً بحجم الثلاجة للاصطدام بصخرة الفضاء “ديمورفوس” لمعرفة ما إذا كان من الممكن إخراج كويكب عن مساره. وبينما من المقرر تأكيد النتائج من قبل مهمة “هيرا” في أواخر العام المقبل 2026 تظهر الملاحظات المبكرة أن الاصطدام أدى إلى انحراف مسار “ديمورفوس”. ومن الناحية النظرية يمكن للبشرية استخدام قمر اصطناعي انتحاري مماثل لحرف مدار كويكب خطر في طريقه إلى الأرض، ولكن القيام بذلك يتطلب سنوات من التحذير المسبق لإعطاء وكالات الفضاء الوقت الكافي للتخطيط للمهمة.

نظرية الجاذبية

تملك الأرض نظاماً دفاعياً خاصاً يحميها من الكويكبات القاتلة يسير وفق نظرية الجاذبية. وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية قبل سنوات توصل عالم من جامعة مورسيا الإسبانية إلى معادلة لتحديد الكويكبات القاتلة المتجهة نحو كوكبنا. وتعتمد معادلة البروفيسور أوسكار ديل باركو نوفيلو على الانحناء الجاذبي للضوء، وستسمح للعلماء بتحديد المواقع الدقيقة للأجسام الصغيرة في النظام الشمسي، لكن المشكلة بالنسبة إلى علماء الفلك هي أن الانحراف الجاذبي يعني أن الصورة التي نراها لجسم بعيد لا تتوافق مع مكان الجسم حقاً. وقال البروفيسور نوفيلو، “عندما ينعكس ضوء الشمس على الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي، مثل الكويكبات، فإن أشعة الضوء التي نتلقاها على الأرض تنحرف بسبب الشمس والكواكب الرئيسة مثل المشتري”. وأضاف، “بهذا المعنى فإن المواضع الفعلية لهذه الأجسام الصغيرة قد تحولت، لذا يجب أخذ هذا التأثير في الاعتبار في معادلات حركة هذه الأجسام الصغيرة. ولا يشكل هذا مشكلة في معظم التطبيقات، لكن عندما يتعلق الأمر بحساب مدار كويكب خطر محتمل فإن أي خطأ بسيط في الحساب يكون قاتلاً”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

YR4

بحلول ليلة رأس السنة من العام الحالي حط ملف الكويكب (2024YR4) على مكتب الباحثة في مكتب الدفاع الكوكبي بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) كيلي فاست بوصفه جسماً مثيراً للقلق. وتداولت وسائل الإعلام العالمية بعد ذلك في الأول من فبراير (شباط) الجاري، ومنها وكالة الأنباء الفرنسية، أخباراً عن كويكب قد يضرب الأرض بـ500 ضعف قنبلة هيروشيما، إذ يتبع الكويكب مداراً بيضاوياً للغاية تستمر دورته الكاملة 4 أعوام، ولن يمر قرب كوكبنا مجدداً قبل عام 2028، فيما تشمل خريطة المناطق المعرضة للخطر حال سقوط الكويكب، بحر العرب وفق مركز العمليات الفضائية البريطاني. بعد الـ20 من فبراير تغيرت الصورة بصورة مفاجئة، فاحتمالات اصطدام كويكب قادر على محو مدينة في كوكب الأرض في غضون ثماني سنوات تراجعت إلى النصف لتصبح نسبة إمكان وقوع الاصطدام في حدود 1.5 في المئة، وفق حسابات جديدة من وكالة “ناسا”، إذ نقلت وكالات إخبارية عربية وعالمية أخباراً سارة للعالم على لسان الباحثة كيلي فاست. وكان المجتمع الفلكي العالمي يتوقع على نطاق واسع هذا الانخفاض وسط توقعات بأن يتراجع تدريجاً احتمال اصطدام الكويكب بالأرض في الـ22 من ديسمبر 2032 إلى الصفر. ولأكثر من 24 ساعة كان لدى الكويكب احتمال 3.1 في المئة أن يضرب الأرض في التاريخ المذكور، وهي أعلى نسبة على الإطلاق في تاريخ التوقعات الحديثة لهذه الأجسام الفلكية. غير أن حسابات محدثة نشرتها وكالة “ناسا” في وقت متأخر بينت أن احتمالات الاصطدام المباشر انخفضت إلى 1.5 في المئة، كذلك خفضت وكالة الفضاء الأوروبية في حسابات منفصلة هذا الاحتمال إلى 1.38 في المئة.

ديديموس 65803

ديديموس 65803 هو كويكب له نظام ثنائي فرعي يصنف على أنه كويكب يحتمل أن يكون خطراً وجسماً قريباً من الأرض من مجموعة أبوللو. ووفق الموسوعة العلمية الأوروبية اكتشف الكويكب عام 1996 بواسطة مسح Spacewatch. واكتشف قمره الصغير الذي يبلغ طوله 160 متراً، المسمى ديمورفوس، عام 2003. ونظراً إلى طبيعته الثنائية سمي الكويكب بعد ذلك باسم ديديموس، الكلمة اليونانية التي تعني “التوأم”. وكان قمر ديديموس هدفاً لمهمة وكالة الفضاء الأوروبية (DART) لاختبار جدوى تجنب اصطدام الكويكب بالأرض من طريق الاصطدام بمركبة فضائية، إذ تريد وكالة “ناسا” وبقية الوكالات الفضائية تجربة طريقة انحراف الكويكبات الصغيرة. وفي أوائل عام 2020 أطلقت وكالة الفضاء الأميركية مسباراً فضائياً لن يشرع في أية مهمة علمية تقريباً، إذ يتمثل دوره في تحطيم نفسه على الكويكب الصغير.

نقلاً عن : اندبندنت عربية