إذا أعلن السير جيم راتكليف عن جولة جديدة من تخفيض أعداد الموظفين في مانشستر يونايتد هذا الأسبوع، فإن الاقتراح الساخر هو أنه ربما يجب أن يبدأ بالمدرب الرئيس ومساعديه ولاعبي الفريق.

لقد خرج فريق مانشستر يونايتد من ملعب “غوديسون بارك” بفرصة ثانية، بعد عودة غير متوقعة في مباراة كان فيها إيفرتون متفوقاً بشكل كبير، وبعد إعادة التفكير من قبل الحكم آندي مادلي في الوقت الإضافي لإلغاء قراره بمنح ركلة جزاء لمصلحة الفريق المستضيف، ومع ذلك كان أداء مانشستر يونايتد سيئاً للغاية.

بعد ساعتين، حسم وست هام الفوز على أرسنال، مما يعني أن مانشستر يونايتد احتفظ بالمركز الـ15 في الترتيب العام للدوري بفارق الأهداف فحسب، وهذا الرقم له دلالة أخرى: فقد لعبوا 15 مباراة في الدوري تحت قيادة روبين أموريم، وحصلوا على 15 نقطة فقط. وهذا الأداء ليس بالضرورة أداءً هابطاً، فعلى رغم أن جماهير إيفرتون استمتعت بترديد كلمة “هبوط” عندما كانوا متقدمين بهدفين من دون رد، لكن خلال فترة أموريم مع الفريق فإن الأندية الثلاثة الصاعدة إلى الدوري الممتاز هذا الموسم هي من جمعت نقاطاً أقل من يونايتد.

السير أليكس فيرغسون الذي أصبح يجلس للمشاهدة يستخدم دائماً كدليل على أن المدربين يحتاجون إلى وقت أو بعضهم يحتاج إلى ذلك، مع التنويه بأن فيرغسون هو الاستثناء من كل قاعدة، وأحد الانتقادات الموجهة لأموريم هو أن فريقه أصبح أسوأ مع مرور الوقت.

لقد جمعوا ثماني نقاط فقط من آخر 10 مباريات لعبوها، وكان تعادلهم مع إيفرتون مبالغاً في تقديره تماماً كما كان فوزهم على فولهام، وقد كانوا الفريق الأضعف لمدة 75 دقيقة عندما تغلبوا على ساوثهامبتون، كل هذا يجعل التعادل بنتيجة (2 – 2) في ملعب “أنفيلد” النتيجة الوحيدة التي يستحقونها والمثيرة للإعجاب.

أنقذ برونو فيرنانديز مانشستر يونايتد في مباراة إيفرتون، وأحد أسباب عدم انزلاق الأندية الكبيرة عادة إلى هذا المستوى المنخفض هو وجود لاعبين فرديين قادرين على تحقيق النتائج، حتى عندما تسير كل الأمور بشكل خاطئ، وكان الفوز على ساوثهامبتون بفضل لاعب آخر، وهو أماد ديالو.

كان لدى ديفيد مويس أسباب للندم على تدخل فيرنانديز، ولكن الرجل الذي يبدو الآن متصالحاً مع ماضيه قد يدرس الأرقام أيضاً، لقد حقق الاسكتلندي الفوز بنسبة 50 في المئة من مباريات الدوري خلال فترة تدريبه مانشستر يونايتد، بينما تبلغ نسبة فوز أموريم 26.67 في المئة فحسب، وبينما الوقت مختلف بينهما وكذلك العناصر التي تحت تصرفهما، كما لم يرث البرتغالي فريقاً كان قد توج باللقب، ولكن الأرقام تظل كاشفة.

أموريم لم يشترِ هذا الفريق، باستثناء التعاقدات الحديثة مع باتريك دورغو والمراهق آيدن هيفين، ولكن باستثناء اللاعب المعار كارلوس ألكاراز، كان شيمس كولمان هو اللاعب الوحيد في إيفرتون الذي تم التعاقد معه في عهد مويس عام 2009.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد أعاد مويس إحياء إيفرتون منذ عودته، وليس خطأ أموريم بالكامل أن مانشستر يونايتد يبدو فريقاً بلا طاقة بخاصة مع وجود كثير من اللاعبين البطيئين ممن لا يستطيعون الضغط أو التمرير بسرعة، وبغض النظر عن تعليماته قبل المباراة، يبدأون المباريات بشكل سيئ، والآن لديهم هدف واحد فقط في الشوط الأول خلال آخر 11 مباراة بالدوري، وحتى ذلك الهدف كان من ركلة جزاء.

لقد كان من المفترض أن يكون تعيين أموريم خطوة تقدمية، ولكن من الذي تقدم تحت قيادته؟ باستثناء أماد ديالو، الذي تعرض للإصابة للأسف، ربما لا أحد، بل إن بعض اللاعبين تراجعوا في المستوى، بما في ذلك المهاجم المحروم من الخدمات راسموس هويلوند الذي لم يسجل في آخر 16 مباراة له في جميع المسابقات، بينما زميله جوشوا زيركزي لم يسجل في آخر 12 مباراة له في الدوري الإنجليزي، وفي الوقت نفسه كان ماركوس راشفورد، الذي بدا كأنه استعاد نشاطه عنصراً محورياً في عودة أستون فيلا لتحقيق الفوز على تشيلسي.

لقد أبعد أموريم راشفورد بدعوى أن الفلسفة تأتي أولاً، بينما في ملعب “غوديسون بارك” استطاع ديفيد مويس أن يأخذ مجموعة محدودة من اللاعبين ويبحث عن طريقة للفوز، وقد يكون هناك درس لأموريم، إذا كان مستعداً لتعلمه.

ومن المغري التساؤل عما إذا كان ينبغي لأموريم أن يستفيد من معرفة خريج آخر من مانشستر يونايتد، فربما كان عليه أن يحتفظ بمساعده الذي تحول إلى مدرب موقت قبل وصوله، وهو رود فان نستيلروي، كمرجعية وصوت ذي خبرة أكبر، وكان ذلك سيوفر عليه أيضاً فترة قيادة متزايدة الصعوبة لفريق ليستر سيتي.

لكن بدلاً من ذلك، اختار أموريم فريقاً تدريبياً شاباً ساعده على النجاح في سبورتنغ لشبونة البرتغالي، إذ إن مساعده كارلوس فيرنانديز مسؤول عن الركلات الثابتة، لكن الأرقام تقول إن مانشستر يونايتد إلى جانب ولفرهامبتون هما الأكثر تلقياً للأهداف من الركلات الركنية في الدوري.

إن مشكلات مانشستر يونايتد الحالية لا تقتصر على الركلات الثابتة، فإذا كان الفريق هو الأسوأ تكتيكياً تحت قيادة مدربه السابق إريك تن هاغ، فإنهم الآن الأسوأ تحت قيادة أموريم، لكن بطريقة مختلفة، مع استخدام غير منطقي للرسم الخططي (3 – 4 – 3) مع لاعبين في مراكز غير مناسبة، وهناك لاعبون في مراكز لا تناسبهم، كمحاولة إدخال مربع في ثقب دائري، أو في مثلثات وأشكال سداسية، فيما يفتقر الفريق إلى الشكل الدائري المناسب.

في مرحلة ما قد يضطر صناع القرار في مانشستر يونايتد إلى تحديد ما إذا كانوا قد وضعوا لاعباً في المكان الخطأ، ويمكن رسم مقارنة مع نظرائهم في “غوديسون بارك”، حيث عين الملاك الجدد في الناديين مدرباً في كل ملعب، واتهمت مجموعة “فريدكن” بعدم الإبداع عندما أعادت تعيين ديفيد مويس، لكنهم الآن يبدون ملهمين بينما اعتقد “راتكليف” ومجموعته “إنيوس” أنهم وجدوا المستقبل في أموريم، لكنهم جعلوا الحاضر أكثر إزعاجاً، وربما يؤدي الألم القصير المدى إلى مكاسب طويلة المدى، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل كافٍ على ذلك.

نقلاً عن : اندبندنت عربية