في كل مرة تظهر فيها عملية احتيال جديدة نسمع الصراخ والعويل من الضحايا الذين فقدوا أموالهم ثم لا يلبث أن يقع غيرهم في الفخ نفسه. لكن السؤال الحقيقي هنا: من المسؤول؟ النصاب الذي أجاد لعبته أم الطماع الذي سعى وراء المال السهل؟

قصة هذه المنصه ليست جديده بل هى تكرار ممل لعمليات نصب سبق ان سمعنا عنها مراراً وتكراراً.الفكره الاساسيه التى تعتمد عليها هو استغلال الطمع البشري .وعد بأرباح خيالية في وقت قياسي ثم خداع الضحية لإيداع المزيد حتى تنهار المنظومة. فهل كان الضحايا مجرد مغفلين أم شركاء في الجريمة بشكل غير مباشر؟

المودعون فى هذه المنصه لم يكونول مجبرين على الاشتراك بل دخلوا طواعية بعد أن رأوا الأرباح السريعة في البداية
بل إن بعضهم صار مروجاً لهذه الخدعة داعياً أصدقاءه وأقاربه للمشاركة ليس بدافع الخير بل طمعاً في العمولات والمكاسب. كانوا يدركون أن الأموال لا تأتي من استثمار حقيقي بل من أموال المودعين الجدد لكنهم اختاروا التجاهل

هؤلاء الذين فقدوا أموالهم لم يكونوا أبرياء تماماً. هم رأوا المال يتدفق بسهولة، فظنوا أنهم أذكى من غيرهم، ولم يسألوا أنفسهم: من أين تأتي هذه الأرباح؟ لم يفكروا، لم يسألوا، لم يبحثوا. فقط ألقوا بأموالهم، وجلسوا في انتظار المعجزة

هل سمعتم عن شخص ألقى ماله في النار ثم اشتكى أن النار احترقت به؟ هذا بالضبط ما فعله هؤلاء. رهنوا بيوتهم، باعوا ذهب زوجاتهم، اقترضوا من البنوك، والآن يريدون من الدولة أن تعيد لهم أموالهم! بأي منطق؟

بعد انهيار المنصة انطلقت حملات البلاغات والاتهامات لكن هل يعيد ذلك الأموال المفقودة؟ بالطبع لا. والمشكلة أن هؤلاء الضحايا سيقعون مجدداً في نفس الفخ عندما تظهر منصة جديدة بوعد مشابه. إن لم يتعلموا أن “المال السهل” مجرد سراب فلن يتوقف النصب أبداً لأن السوق مليء بالباحثين عن المكاسب الوهمية

لا تلوموا النصابين وحدهم فالنصاب لا ينجح إلا بوجود من يفتح له الباب بإرادته
الطمع لا يصنع الثراء لكنه يصنع الضحايا والمغفلون يستحقون ما يحدث لهم

نقلاً عن : الوفد