علق الدكتور محمد مغربي، خبير الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، على حادثة ضحايا منصة “FBC” الوهمية، مشيرًا إلى أن هذه المنصات تتشابه في فكرتها، وأن القائمين عليها كانوا بارعين في اختيار الاسم، حيث استخدموا اختصارًا يشبه اسم مؤسسة مالية معروفة في لندن، رغم عدم ارتباطها بالاستثمار في التطبيقات.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج “كلمة أخيرة” الذي يُبث على قناة ON، أن هذا التشابه في الاسم يؤدي إلى التباس الأمر على الأشخاص عند بحثهم عن المنصة عبر جوجل، حيث يظهر لهم اسم المؤسسة العريقة.

وأوضح مغربي أن هذه المنصات تعتمد على “الاحتيال الهرمي”، حيث تقوم بجمع الأموال من المشتركين، ثم تشجعهم على دعوة آخرين للاستثمار مقابل وعود بأرباح مرتفعة، ويتم إيهامهم بالمصداقية من خلال دفع اشتراكات متفاوتة المستويات مقابل تنفيذ مهام وهمية.

منصة RGT

 

وأشار إلى أن هذه المهام قد تشمل الضغط على “لايك” لمقطع فيديو على يوتيوب أو تحميل رابط معين عبر المنصة، على سبيل المثال، إذا دفع شخص 900 جنيه وقام بعدة مهام وهمية بقيمة 6 جنيهات لكل منها، فقد يبدو له أنه استرد أمواله قبل نهاية الشهر، مما يجعله يشجع آخرين على الاشتراك بمبالغ أكبر.

وأكد مغربي أن الاحتيال عبر “الثراء السريع” ينتشر بشكل كبير بسبب قلة الوعي لدى الكثيرين، مضيفًا أنه من غير المعقول أن المصريين لم يتعلموا من تجربة “Hogg Pool” التي استولت على 4 مليارات جنيه العام الماضي، ثم تبعتها منصة أخرى استولت على 5 مليارات، والآن تتكرر نفس المشكلة بنفس الطريقة.

واختتم حديثه محذرًا من وجود منصة أخرى لا تزال تعمل بنفس أسلوب “FBC”، قائلاً: “هناك منصة نشطة حاليًا تُدعى “RGT”، تقوم بجمع الاشتراكات بنفس الطريقة، ما يستدعي الحذر والتوعية المستمرة لحماية الناس من الوقوع في فخ الاحتيال”.

 

منصة FBC: حلم الثراء السريع الذي تحول إلى كابوس مرعب

 

في الآونة الأخيرة، تصدرت منصة FBC محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن كشفت تقارير إعلامية وقصص الضحايا عن تعرض آلاف الأشخاص لعملية نصب واحتيال ضخمة. المنصة التي وعدت مستخدميها بأرباح خيالية مقابل مهام بسيطة، تحولت إلى كابوس مزق العائلات ودمر أحلام الكثيرين.

بداية القصة: وعود براقة وأرباح وهمية
بدأت قصة FBC كغيرها من المنصات التي تدعي تقديم فرص استثمارية مربحة. وعود براقة بالثراء السريع وأرباح خيالية مقابل مهام بسيطة، كانت كفيلة بجذب آلاف الضحايا الذين انجرفوا وراء حلم الثراء السهل. المنصة التي ركزت على استغلال شهر رمضان، طلبت من المشاركين تصوير أنفسهم مع عائلاتهم وشراء مستلزمات رمضان مقابل الحصول على 5000 جنيه، إضافة إلى أرباح أخرى بنفس القيمة.

راندا محمد: نموذج من بين آلاف الضحايا

راندا محمد، إحدى ضحايا منصة FBC، روت قصتها المؤلمة للإعلام، حيث أوضحت أنها استثمرت 99 ألف جنيه في المنصة، بعد أن أوهمها القائمون عليها بالمصداقية والأرباح الوفيرة. وأشارت إلى أن المنصة كانت تقدم إجازات حكومية كنوع من الإغراء، مما زاد من ثقتها بها.

وأضافت راندا أن هناك أشخاصًا دفعوا أموالهم بالكامل، وآخرون استدانوا، مما أدى إلى تدمير بيوتهم، مشيرة إلى أن أختها حامل، وضعت كل أموال حملها في المنصة، وفي النهاية انتهى الأمر بطلاقها.

الكشف عن الحقيقة: نصب واحتيال وتدمير للأسر

مع مرور الوقت، بدأت تظهر خيوط الحقيقة، حيث تبين أن FBC مجرد منصة وهمية لا تمتلك أي سجل تجاري أو تراخيص قانونية. الهدف الوحيد للمنصة كان جمع أكبر قدر ممكن من الأموال من الضحايا، ثم الاختفاء فجأة.

قصة راندا وغيرها من الضحايا، كشفت عن حجم الكارثة التي تسببت بها FBC، حيث تسببت في تدمير أحلام الكثيرين، وتحويل حياتهم إلى كابوس مرعب.

تحرك الضحايا: بلاغات ومطالبات بالعدالة

لم يستسلم الضحايا لما حدث لهم، حيث قاموا بتحرير محاضر في مباحث الإنترنت، للمطالبة باسترداد أموالهم ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.

نقلاً عن : الوفد