مسجد المحلي العثماني.. جوهرة معمارية و تحفة أثرية في قلب مدينة رشيد

في قلب مدينة رشيد التاريخية والأثرية ، يتربع مسجد المحلي العثماني كواحد من أهم وأجمل المعالم الإسلامية في محافظة البحيرة.

بُني مسجد المحلي عام 1722م (1134هـ) ليكون شاهدًا على روعة العمارة الإسلامية في العهد العثماني، وهو ثاني أكبر المساجد الأثرية في المحافظة بعد مسجد زغلول، ويمثل واحدًا من أهم المعالم الإسلامية في مدينة رشيد.

يتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد، ويضم ضريح سيدي علي المحلي، ومكتبة غنية بالمخطوطات الإسلامية، مما يجعله مقصدًا للزوار والمصلين.

تصميم المسجد وتحفته المعمارية

قال  أحمد حبالة مدير منطقة ٱثار رشيد لـ « الوفد »، أن مسجد المحلي يُعد
تحفة معمارية بكل المقاييس، حيث يمتد على مساحة 2300 متر مربع ويضم 99 عمودًا رخاميًا تتنوع في أشكالها، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا.

المكونات المعمارية للمسجد :

ويشير حباله مدير منطقة ٱثار رشيد لـ « الوفد »،أن المكونات المعمارية للمسجد
يتكون من لمداخل والواجهات : يضم المسجد أربعة مداخل رئيسية، تتميز بتصميمها العثماني المميز ، تطل واجهته الشرقية على السوق، وتحتوي على ثلاثة مداخل، وشباك سبيل مصنوع من النحاس محاط بالرخام، تعلوه مظلة خشبية أنيقة، أما الواجهة الجنوبية فتحتوي على مدخل مشابه، مزين بزخارف معمارية دقيقة.

ويضيف حباله حديثه قائلا: الصحن والأعمدة : يتوسط المسجد صحن فسيح محاط بــ12 عقدًا مدببًا تستند إلى أعمدة حجرية مختلفة الأحجام والأشكال ، يتوج الصحن شرافات نصف دائرية تضفي على المكان طابعًا إسلاميًا أصيلًا.

ويكمل مدير منطقة ٱثار رشيد حديثه قائلا : الضريح والمحراب والمنبر: يقع ضريح الشيخ علي المحلي في رواق القبلة، وهو حجرة مربعة ذات بابين شمالي وجنوبي، مزينة بالزخارف الجصية الدقيقة ، المحراب عبارة عن نصف دائرة، يزينه عمودان رخاميّان يحملان عقدًا مدببًا بطاقية مزخرفة بالخوصات ، المنبر مصنوع من خشب الخرط، مزخرف بحشوات هندسية دقيقة، ويحمل نقوشًا عربية جميلة ، و المئذنة: تقع المئذنة في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد، وتتكون من ثلاثة أدوار، تعلوها شرفة مزينة بزخارف جصية رائعة، تعكس الطراز العثماني الفريد.

مشروع الترميم وإعادة الحياة للمسجد

نظرًا لأهمية المسجد الأثرية، خضع لعملية ترميم شاملة بدأت عام 2017م، بتمويل مشترك من المجلس الأعلى للآثار ووزارة الأوقاف.

أهم أعمال الترميم:

إعادة تركيب الأرضيات الرخامية وترميم الأعمدة والمئذنة، إصلاح الضريح الخشبي واستبدال الأجزاء التالفة من المنبر والمحراب ،تنظيف العناصر الرخامية، وترميم الزخارف الجصية الفريدة، تطوير البنية التحتية للمسجد، بما في ذلك تحديث أنظمة الكهرباء والصوتيات، وإنشاء ميضأة ودورات مياه جديدة.

افتتاح المسجد بعد الترميم

في يوم 3 مارس 2024م، افتتح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مسجد علي المحلي بعد انتهاء أعمال الترميم، ليعود هذا الصرح الإسلامي إلى رونقه التاريخي ويستعيد مكانته كمنارة دينية وثقافية في رشيد.

يمثل مسجد المحلي العثماني نموذجًا رائعًا لفن العمارة الإسلامية، ويُعد من أهم معالم مدينة رشيد، حيث يجمع بين الجمال المعماري، والأصالة التاريخية، والقيمة الدينية. ومع أعمال الترميم التي تمت، يظل المسجد شاهدًا على عبق الماضي وإبداع الحاضر، ومقصدًا للزوار والمصلين الذين يأتون للاستمتاع بجماله وأداء الصلوات بين جنباته العريقة.