كان فيل فودين مستعداً للسيطرة على العالم، فقد نجح في استغلال إمكاناته الكاملة خلال الموسم الماضي، وبدا أن شبح ديفيد سيلفا قد دفن أخيراً.
في الموسم نفسه لم يكن دومينيك سوبوسلاي سيئاً بصورة خاصة، لكن اللغز الذي حير عديداً من مشجعي ليفربول كان صعوبة فهم الغرض الحقيقي من قدوم اللاعب المجري إلى النادي، لذلك فإن تحول سوبوسلاي ليكون مصدر إلهام ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الحالي، بينما يتراجع فودين إلى مستوى غامض ومحبط، كان مساراً لم يتوقعه أحد.
لقد تم استخدام الثنائي في أدوار غير مألوفة كنقطة محورية في الهجوم خلال المباراة الكبرى بين مانشستر سيتي وليفربول في ملعب الاتحادالأحد الماضي، لكن واحداً منهما كان له تأثير في نتيجة المباراة، بالتاليعلى مصير اللقب.
خلال موسمه الأول في ليفربول أظهر سوبوسلاي بعض التسديدات القوية التي نادراً ما ترى، مما أشار إلى أن قدرته على التسديد من مسافات بعيدة ورغبته في التهديف من جميع الزوايا كانت وراء قرار النادي بدفع 60 مليون جنيه استرليني (75.73 مليون دولار) لضمه، لكن هذه الجهود تضاءلت مع تقدم الموسم.
ونتيجة لذلك أثار عدم استثمار ليفربول في سوق الانتقالات الصيفية مزيداً من التساؤلات حول سؤال: لماذا يضع النادي كثيراً من الثقة في شخصية لا تمتلك سمات واضحة تؤثر في المباريات؟
وفي أول خمس مباريات له هذا الموسم في مركز خط الوسط الهجومي سدد سوبوسلاي ثماني تسديدات نحو المرمى، مما زاد من الشكوك حول قيمته للفريق، ومع ذلك فإن شيئاً ما قد تغير في الأشهر القليلة الماضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في آخر 12 مباراة له في الدوري يقدم سوبوسلاي في المتوسط خمس تسديدات في كل مباراة، والأهم من ذلك أن هذه التسديدات ليست مجرد محاولات عشوائية من مسافة بعيدة، كما تظهر إحصاءات الأهداف المتوقعة xG.
تقديم مثل هذا التهديد دفع المدرب إلى اتخاذ خطوة جريئة باستخدام سوبوسلاي وكورتيس جونز في أدوار الوسط الهجومي ضد مانشستر سيتي – وهي منطقة غير مألوفة لكليهما – لكن تأثيرهما كان مدمراً.
ستحظى الأرقام المذهلة لمحمد صلاح بالعناوين الرئيسة مرة أخرى، لكن التسديدة الرائعة لسوبوسلاي في الهدف الثاني قضت على مقاومة سيتي في ذلك الوقت، مما أكد أداءه المميز الذي كان حاسماً مرة أخرى في هذه المرحلة من الموسم.
ما حدث لفودين لا يعرفه سواه، وقد لعبت بطولة “يورو 2024” دوراً في تراجعه – إذ لم يظهر بالمستوى نفسه الجيد منذ ذلك الحين – ولكن حتى التمريرات البسيطة لم تكن تسير كما يجب في مباراة الأحد الماضي.
وحتى مشجعوه بدأوا ينتقدونه. وعلى رغم أن فودين ليس اللاعب الوحيد في سيتي الذي تراجع مستواه بصورة كبيرة هذا الموسم، لكن ما يجعل تراجعه محبطاً بصورة خاصة لمشجعي ناديه هو المستوى العالي الذي وصل إليه الموسم الماضي.
الهدف الذي ضمن لسيتي لقباً آخر كان مناسباً، حيث تحرك حينها ببراعة ووضع الكرة أمام قدمه اليسرى ثم أطلق تسديدة قوية، ومع وصول الكرة إلى الزاوية العليا للمرمى، ظن جمهور سيتي أن أحد أبنائهم قد غزا هذه السواحل، والآن حان وقت السيطرة على العالم.
أصبح فودين ضحية لتنوع أدواره مرة أخرى، إذ إن تنوع المراكز التي طلب منه اللعب فيها لم يساعده في استعادة أي صورة من صور مستواه.
لقد كان اللعب في مركز الوسط المحوري الهجومي، حتى لو لم يكن متقدماً كما كان أول من أمس الأحد، هو المكان الذي كان من المفترض أن ينتهي به المطاف. ولكن النتيجة لم تكن كما هو مخطط لها.
ومثل معظم الأشخاص من محبي كرة القدم في مانشستر، يحتاج فودين فقط إلى إنهاء هذا الموسم والبدء من جديد العام المقبل، بينما ستشعر الأشهر القليلة المقبلة لسوبوسلاي بالاختلاف تماماً.
كان التحسن في السنة الثانية ممكناً دائماً، بخاصة أن ليفربول لا يخطئ كثيراً في صفقاته الكبيرة، لكن لم يكن هناك الكثر ممن توقعوا القوة الهجومية التي أصبح عليها سوبوسلاي.
نقلاً عن : اندبندنت عربية