الخرف .. تشير دراسات جديدة إلى أن المكملات الغذائية الرخيصة المتوفرة في المتاجر يمكن أن تساهم في الوقاية من أمراض خطيرة مثل الخرف ومرض الخلايا العصبية الحركية، مما يفتح آفاقًا جديدة في معالجة هذه الحالات المدمرة. 

وأظهرت هذه المكملات، التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي توجد عادة في الأسماك الزيتية والمكسرات، نتائج مشجعة في الدراسات الحديثة.

في دراسة قادها معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة وجامعة كوليدج لندن، تم تحليل تأثير أحماض أوميغا 3 على خلايا الدماغ لدى مرضى مصابين بمرض العصبون الحركي (MND) والخرف الجبهي الصدغي (FTD)، وهو نوع نادر من الخرف الذي يصيب الشباب عادة. وركز العلماء أيضًا على تجربة مع ذباب الفاكهة الذي يحمل طفرة جينية تزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض لدى البشر.

أظهرت النتائج أن الذباب الذي تلقى مكملات الأحماض الدهنية أوميجا 3 أظهر زيادة ملحوظة في معدل بقائه على قيد الحياة بنسبة 83% مقارنة بالذباب الذي لم يتلق المكملات. وفي خطوة أخرى، قام العلماء بحقن الأحماض الدهنية مباشرة في خلايا دماغ الحشرات، مما ساهم أيضًا في تحسين عمر الذباب بشكل كبير.

وقد انتقل البحث إلى مرحلة أكثر تقدمًا حيث تم تكرار التجربة على خلايا دماغ بشرية مصابة بنفس الأمراض، وظهرت نتائج مماثلة في تحسين فرص بقاء الخلايا على قيد الحياة. 

وأكد البروفيسور أدريان إسحاقس، المشرف على الدراسة، أن الخطوة التالية ستكون اختبار هذه النتائج على مرضى حقيقيين لتحديد الأحماض الدهنية المثلى التي يمكن أن تساعد في حماية الدماغ البشري.

أوميجا 3 يكافح الخرف 

الخرف

 

في هذا السياق، قالت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة قسم الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، إن “زيادة مستويات أوميغا 3 قد تكون وقائية ضد مرض الخلايا العصبية الحركية والخرف الجبهي الصدغي، مما يفتح الأمل في تطوير علاجات جديدة”. 

وأضافت أنه نظرًا لتزايد عدد المصابين بالخرف في المملكة المتحدة، من الضروري البحث في العوامل الجينية والبيئية التي قد تساهم في حدوث هذه الأمراض.

تؤكد هذه الأبحاث أهمية المكملات الغذائية البسيطة والمتوفرة بتكلفة منخفضة في دعم صحة الدماغ، ما يجعلها خيارًا ميسرًا للكثير من الأشخاص الذين يسعون للوقاية من الأمراض التنكسية العصبية. وتعتبر هذه النتائج خطوة هامة نحو معالجة الخرف، خاصة مع ارتفاع عدد المصابين به في جميع أنحاء العالم.

مع تزايد الحالات التي يعاني منها الأشخاص بسبب الخرف ومرض العصبون الحركي، يبدو أن المكملات الغذائية قد تقدم إجابة مبدئية لعلاج هذه الأمراض.

والخرف ليس مجرد نسيان بسيط، بل هو حالة مرضية خطيرة تؤثر على حياة الأفراد بشكل كبير، وتتسبب في تدهور القدرات العقلية والإدراكية. إليك بعض الجوانب التي تبرز خطورة الخرف:

1. فقدان الذاكرة وتدهور القدرات المعرفية:

يعاني مرضى الخرف من صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة والقديمة، وقد يصل بهم الأمر إلى عدم التعرف على أفراد عائلاتهم.
يواجهون صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات وحل المشكلات، مما يؤثر على قدرتهم على القيام بالمهام اليومية.
تتأثر قدرتهم على التواصل والتعبير عن أنفسهم، مما يزيد من شعورهم بالعزلة والإحباط.
2. التأثير على الحياة اليومية:

يصبح المرضى غير قادرين على القيام بالمهام البسيطة مثل الطهي والتنظيف وارتداء الملابس.
يحتاجون إلى مساعدة مستمرة في الأنشطة اليومية، مما يضع عبئًا كبيرًا على أفراد الأسرة.
قد يصبحون غير قادرين على القيادة أو استخدام وسائل النقل، مما يحد من حريتهم واستقلاليتهم.
3. التغيرات السلوكية والنفسية:

قد يعاني مرضى الخرف من تقلبات مزاجية حادة، مثل الاكتئاب والقلق والعدوانية.
قد يصبحون مشوشين ومرتبكين، ويفقدون القدرة على التمييز بين الواقع والخيال.
قد يظهرون سلوكيات غير لائقة أو غير مقبولة اجتماعيًا.
4. التأثير على الأسرة والمجتمع:

يشكل الخرف عبئًا ماليًا وعاطفيًا كبيرًا على أفراد الأسرة، الذين يتحملون مسؤولية رعاية المريض.
قد يؤدي إلى انهيار العلاقات الأسرية بسبب الضغوط النفسية والمادية.
يشكل تحديًا للمجتمع في توفير الرعاية والدعم اللازمين لمرضى الخرف وأسرهم.
5. المضاعفات الصحية:

يزيد الخرف من خطر الإصابة بالسقوط والجروح والكسور.
قد يؤدي إلى سوء التغذية والجفاف بسبب صعوبة تناول الطعام والشراب.
يزيد من احتمالية الإصابة بالالتهابات، مثل الالتهاب الرئوي.
6. عدم وجود علاج شافٍ:

لا يوجد حتى الآن علاج شافٍ للخرف، ولكن هناك بعض الأدوية والعلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء التدهور.
يركز العلاج على تحسين نوعية حياة المريض وتوفير الدعم اللازم له ولأسرته.

الخرف مرض خطير يتطلب اهتمامًا ودعمًا من الأفراد والمجتمع. من المهم زيادة الوعي بالخرف وأعراضه، وتوفير الرعاية والدعم اللازمين للمرضى وأسرهم.

نقلاً عن : الوفد