رحب العراق، في بيان أصدرته وزارة الخارجية أمس الخميس، بالدعوة التي وجهها زعيم حزب “العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان إلى حزبه لإلقاء السلاح معتبراً أن الخطوة “إيجابية ومهمة” لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وكانت رئاسة إقليم كردستان العراق رحبت الخميس بدعوة أوجلان حزبه إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، داعية المقاتلين الأكراد إلى “تنفيذها” ومؤكدة عزمها دعم عملية السلام.
بدوره، رحب البيت الأبيض الخميس بدعوة أوجلان. وقال بريان هيوز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: “هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم (داعش) بشمال شرق سوريا… نعتقد أنه سيساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة”.
ولم يأت رد بعد من مقر قيادة حزب “العمال الكردستاني” الواقع في جبال شمال العراق، لكن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقودها الأكراد في سوريا قالت، إن رسالة أوجلان كانت “إيجابية ولا تخصهم”.
أمل وشكوك
أثارت دعوة أوجلان من سجنه الجماعة التي يتزعمها لإلقاء السلاح أملاً وشكوكاً في تركيا، في حين ربطها محللون بمحاولة محتملة من رئيس البلاد للتغلب على قيود دستورية تخص عدد فترات الرئاسة.
وتجمع الآلاف في منطقة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية وسط تركيا الخميس، ولوحوا بالأعلام الكردية بالألوان الحمراء والصفراء والخضراء، ورددوا شعارات وهم يشاهدون على شاشات كبيرة رسالة أوجلان التي قرأها أعضاء الوفد الذي زاره.
وانقسمت ردود الفعل، إذ رحب البعض بالدعوة باعتبارها خطوة نحو السلام، في حين رفضها آخرون باعتبارها خطأ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال محمد قايا وهو صاحب متجر يبلغ 54 سنة من منطقة بطمان “إنها جيدة وقيمة… نأمل أن يأتي معها السلام. نريد السلام والهدوء”.
ويرى المتقاعد سعد الله بوزيت (58 سنة) أن الدعوة تشكل إشارة أوسع نطاقاً للمنطقة. وقال “ليست هذه الرسالة موجهة للأكراد والأتراك فحسب، وإنما إلى كل شعوب الشرق الأوسط”.
“خطوة خاطئة”
ورفض آخرون الدعوة رفضاً قاطعاً. وقال مصطفى أوت وهو من سكان منطقة نيفشهير وسط تركيا “ليست هذه الخطوة الصحيحة. في السنوات السابقة، أرادوا إلقاء أسلحتهم. وفعلوا ذلك، واكتسبوا قوة مرة أخرى. هذه خطوة خاطئة”.
ولا يزال محللون سياسيون متشككين بشأن نوايا الحكومة التركية.
وقال ولفانجو بيكولي، الرئيس المشارك بشركة “تينيو” المتخصصة في تقديم الاستشارات المتعلقة بالمخاطر السياسية “أوجلان وجه دعوة تاريخية للسلام، لكن من غير الواضح ما إذا كانت أنقرة تسعى حقاً إلى التوصل إلى اتفاق أم أنها تجري مناورة سياسية لخدمة مصالحها”.
وأضاف “في أكثر السيناريوهات تفاؤلاً، تسوية ذلك الصراع المتعدد الجبهات قد تستغرق سنوات”، وفق وكالة “رويترز”.
وأضاف أن الرئيس رجب طيب أردوغان أمامه خيارات صعبة، فقد يحتاج إلى دعم من حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” المؤيد للأكراد للحصول على الأصوات المطلوبة لتعديل الدستور وإعادة انتخابه في المستقبل.
ورجح إمري بيكر من مجموعة “أوراسيا” في مذكرة أن يستغل أردوغان دعوة أوجلان لإشراك الأكراد في تعديل دستوري يمكنه من التغلب على حدود مدة تولي الرئاسة والسعي لإعادة انتخابه في مايو (أيار) 2028 مع حماية الحقوق الثقافية واللغوية الكردية.
وأضاف بيكر “إذا تعثرت المحادثات مع الأكراد، كما حدث خلال الفترة من 2012 إلى 2015، فمن المحتمل أن يصعد أردوغان حملته ضد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد ويشن هجمات عسكرية ضد حزب (العمال الكردستاني) لتعزيز شرعيته القومية”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية