خطف فريق العروبة الأضواء وحقق فوزاً غالياً على النصر بنتيجة 2-1، في مباراة دراماتيكية أقيمت اليوم الجمعة، ضمن منافسات الجولة الثالثة والعشرين من دوري روشن السعودي للمحترفين. 

على الملعب الرياضي لجامعة الجوف، تمكن العروبة من قلب التوقعات وإسقاط العملاق الأصفر في فخ الخسارة، ليُشعل المنافسة في المسابقة ويُعيد خلط الأوراق في جدول الترتيب.

مسرحية مثيرة على أرض الجوف

لم تكن المباراة مجرد مواجهة عادية، بل شهدت لحظات من التوتر والإثارة التي أبقت الجماهير على أطراف مقاعدها.

 بدأ النصر اللقاء بثقة الفريق الذي يطمح لتضييق الفجوة مع الصدارة، لكن العروبة، الذي يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء، كان له رأي آخر. 

الدقائق الأولى شهدت تبادلاً في الهجمات، لكن الشباك ظلت صامتة حتى الدقيقة 40، عندما أشعل عمر السومة، المهاجم المخضرم للعروبة، المدرجات بهدف رائع أسكن الكرة في مرمى النصر، مانحاً فريقه الأفضلية في وقت حرج قبل نهاية الشوط الأول.

لم يتأخر رد النصر كثيراً، فمع انطلاق الشوط الثاني، تمكن نواف بوشال من إدراك التعادل في الدقيقة 51، مستغلاً تمريرة متقنة ليُعيد الأمل لجماهير العالمي التي سافرت لمساندة فريقها. 

بدا أن المباراة تتجه نحو تقاسم النقاط، لكن العروبة كان يخبئ مفاجأة من العيار الثقيل. 

في الدقيقة 65، ظهر يوها بيرج جودموندسون كبطل غير متوقع، حيث أطلق تسديدة قوية استقرت في شباك النصر، ليُهدي فريقه ثلاث نقاط ذهبية ويُسجل اسمه في سجل هذه المواجهة المثيرة.

نجوم الليلة.. السومة وجودموندسون يخطفان الأضواء

عمر السومة، الذي يحمل على كتفيه خبرة سنوات في الدوري السعودي، أثبت مرة أخرى أنه لا يزال قادراً على صنع الفارق. هدفه الأول جاء كنتيجة لتحرك ذكي داخل منطقة الجزاء، حيث استغل تمريرة متقنة ليضع العروبة في المقدمة. أما يوها بيرج جودموندسون، المهاجم الأيسلندي، فقد كان بمثابة السهم الذي اخترق دفاع النصر، موجهاً ضربة قاضية أعادت للعروبة الأمل في معركة البقاء. الثنائي الهجومي لعب دوراً محورياً في هذا الانتصار، مُظهراً أن العروبة ليس مجرد فريق عابر، بل منافس عنيد يستحق الاحترام.
النصر.. هزيمة تُربك الحسابات
من جهته، تلقى النصر صدمة جديدة أضافت إلى تحدياته هذا الموسم. الفريق، الذي يضم أسماء لامعة مثل كريستيانو رونالدو ونواف بوشال، بدا مرتبكاً في بعض لحظات المباراة، خاصة بعد استقبال الهدف الثاني. الخسارة جمّدت رصيد النصر عند 47 نقطة في المركز الثالث، مما يُعقد مهمته في اللحاق بالمتصدر، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى استعادة توازنه سريعاً للحفاظ على آماله في المنافسة على اللقب. جماهير العالمي، التي كانت تأمل في عودة قوية بعد التعادل، غادرت الملعب بخيبة أمل، وسط تساؤلات حول أسباب هذا التعثر غير المتوقع.
العروبة.. قفزة نحو الأمان
بالنسبة للعروبة، كان هذا الفوز بمثابة شهادة حياة في مشوار البقاء بدوري روشن. الفريق، الذي رفع رصيده إلى 26 نقطة في المركز الحادي عشر، أظهر روحاً قتالية وتنظيماً تكتيكياً جعله قادراً على مواجهة أحد أقوى فرق المسابقة. هذه النقاط الثلاث ليست مجرد إضافة عددية، بل دفعة معنوية كبيرة قد تكون نقطة تحول في موسمه، خاصة مع اقتراب الجولات الحاسمة التي ستحدد مصير الفريق.
تداعيات المباراة.. إعادة ترتيب الأولويات
هذا الانتصار أعاد إلى الأذهان أن دوري روشن لا يزال مليئاً بالمفاجآت، حيث يمكن لأي فريق أن يُسقط الكبار في أي لحظة. بالنسبة للنصر، بات من الضروري مراجعة الأخطاء وإعادة تقييم الخطط، خاصة مع الضغط المتزايد من المنافسين. أما العروبة، فقد أثبت أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يتغلبا على الفوارق الفنية، مُرسلاً رسالة واضحة إلى بقية الفرق: “نحن هنا لنقاتل حتى النهاية”.

 

نقلاً عن : الوفد