أسهم الأداء القوي لمؤشر الأسهم الرائد في لندن بتفوق الأسواق الأوروبية على نظيراتها الأميركية في فبراير (شباط) الماضي، رغم التهديدات المتكررة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم تجارية على الواردات.

وفي ختام تداولات أمس الجمعة، سجل مؤشر (FTSE 100 البريطاني) رقماً قياسياً بمكسب يومي بلغ 53.53 نقطة أو 0.6 في المئة، ليصل إلى 8.809.74، مسجلاً ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 1.7 في المئة وزيادة شهرية بنسبة 1.6 في المئة. وارتفع مؤشر “داكس الألماني” بنسبة 3.8 في المئة خلال فبراير الماضي، في حين زاد مؤشر “كاك 40 الفرنسي” بنسبة اثنين في المئة.

ويأتي الأداء المتفوق للأسواق الأوروبية والبريطانية في وقت حذر فيه ترمب من إمكانية فرض ضريبة بنسبة 25 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي، ولم يستبعد فرض ضرائب على الواردات البريطانية. وأضاف ترمب هذا الأسبوع أيضاً أن الضريبة بنسبة 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس (آذار) الجاري، محذراً من إمكانية فرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على السلع الصينية.

ولم تكن الأسهم الأوروبية هي الرابح الوحيد خلال الشهر الماضي، ففي أسواق العملات، ارتفع الجنيه الاسترليني بصورة حادة مقابل الدولار، بزيادة بلغت 1.34 في المئة خلال الشهر الماضي ليصل إلى 1.259 دولار، وارتفع بنسبة 1.29 في المئة مقابل اليورو إلى 1.211 يورو.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة إدارة الأصول “شرودر” أندرو رايمر لصحيفة “التايمز”، “حتى الآن هذا العام، يبدو أن الرسوم الجمركية المعلنة كانت أقل حدة مما كانت تتوقعه الأسواق المالية”.

مؤشر “داو جونز الصناعي”

 وفي “وول ستريت”، تركت حال عدم اليقين في شأن الرسوم الجمركية أثرها في بداية التداولات، وأنهت المؤشرات الشهر على انخفاض حاد، إذ تراجع مؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 1.6 في المئة خلال فبراير الماضي، بينما انخفض مؤشر (S&P 500) بنسبة 1.4 في المئة، وكانت “ناسداك” الأسوأ أداء، إذ سجلت انخفاضاً شهرياً بنسبة أربعة في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما “بيتكوين”، فدخلت منطقة السوق الهابطة الشهر الماضي بعدما انخفضت بنسبة 20 في المئة من أعلى مستوى لها أخيراً، وكانت العملة الرقمية الأكثر تداولاً في طريقها لتسجيل أكبر تراجع أسبوعي منذ أكثر من عامين أمس الجمعة، مع انخفاض بنسبة سبعة في المئة إلى 78273 دولاراً، وهو أدنى مستوى لها منذ الـ10 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وسجلت بذلك انخفاضاً لليوم الخامس على التوالي.

ضغوط تهديدات ترمب

وقال رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في بنك “دويتشه بنك” الألماني جيم ريد، إن الأصول عالية الأخطار “تعرضت لبعض الضغوط” نتيجة تهديد ترمب الأخير بفرض الرسوم الجمركية.

وأثر مزيج من البيانات الاقتصادية الضعيفة والقلق في شأن استراتيجية ترمب التجارية على ثقة المستثمرين تجاه الأسهم الأميركية، وعلاوة على ذلك، يشعر المستثمرون بالقلق من أن “الاحتياطي الفيدرالي” الأميركي قد يجبر على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بسبب التضخم الأقوى الناجم عن الرسوم الجمركية على الواردات.

في حين قد تؤدي تهديدات ترمب المتكررة بفرض الرسوم الجمركية إلى إعادة تكرار حرب تجارية عالمية مكثفة كما حدث خلال ولايته الأولى.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، “إذا أصرت الولايات المتحدة على تنفيذ سياستها، فستتخذ الصين جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية