كثيراً ما ظننا أن الملل سببه قلة الإنتاج والفراغ السلبي، اعتقدناه فسحة من اللاشيء قد تكون جديرة بالأشخاص السطحيين الذين لا يغوصون في الحياة، وليس لمن يتمسكون بالتفاصيل ويحللونها ويندمجون في الأحداث ولا يفوتهم شيء لا في الحياة العادية ولا الافتراضية. ولكن مهلاً، إنه سوء ظن أنتجته الحياة الاستهلاكية التي لا تتوقف قليلاً لتأخذ نفساً أو تعدّ إلى الـ10.
فمن كان يصدق أن الملل نعمة الأذكياء والمبدعين والمبتكرين؟ ومن رَحِمِه ولدت القصص والإجابات والاختراعات؟
لقد فهمت شعوب الشرق الأقصى أهمية الشرود والتوقف عن التفكير، فكان التأمل ذلك الحيز الزماني الذي يفصلهم عن المكان، ويهدئ من روع الدماغ الذي يبحث عن الانشغال بأظافره، ويبحث عن التحفيز ليصل إلى المكافأة التي لا يلبث أن يدمن نيلها.
فماذا لو ترفقنا بأصابعنا اللاهثة على شاشات الأجهزة، وأسدلنا جفوننا قليلاً، وأعطينا عطلة إجبارية للدماغ؟ فالتوقف عن التفكير المكثف ليس مجرد راحة، بل خطوة ضرورية لتنشيط الإبداع. فما إن نشعر بالملل حتى تنشط شبكة الوضع الافتراضي أو شبكة الحالة الافتراضية في الدماغ بعملها، وهي مناطق متصلة في الدماغ تظهر نشاطاً متزايداً عندما يكون الإنسان غير منتبه لما يحدث حوله، وتشتهر أيضاً بنشاطها أثناء عدم التركيز على العالم الخارجي والانتظام في أنشطة ذهنية مثل أحلام اليقظة أو التأمل، أو بمعنى آخر وقت الراحة الذهنية. وهي بالتالي مسؤولة عن اتخاذ القرارات والتحليل والتفكير الإبداعي، كما تتصل باسترجاع الذكريات واستيعاب الأفكار الجديدة، مما يجعلنا لاحقاً نفكر ونتساءل ونحلل.
مغطس أرخميدس وتفاحة نيوتن والشرود
بعدما أرهق نفسه بالتفكير فترات طويلة كي يحل معضلة تاج الملك هيرون الثاني في عام 250 قبل الميلاد، لمعرفة ما إذا كان من الذهب الخالص أو مخلوطاً بالمعادن، ظل أرخميدس منشغلاً وقلقاً يفكر في الحل، إلا أنه لم يجد إجابة مباشرة، لكن بينما كان يسترخي في المغطس، لاحظ أن مستوى الماء ارتفع عندما غمر جسده في الحوض، وأدرك أن كمية الماء المُزاح تتناسب مع حجم الجزء المغمور من جسمه، مما يعني أنه يمكن استخدام هذه الظاهرة لقياس حجم أي جسم غير منتظم الشكل، مثل التاج. في لحظة الاسترخاء تلك وجد الحل لمشكلة كانت تقلقه وقتاً طويلاً، ليضع بذلك أساساً لأحد أهم مبادئ الفيزياء المعروف بمبدأ الطفو. في عز الاسترخاء والشرود وجد نفسه يصيح بجملته الشهيرة “يوريكا… يوريكا” أي “وجدتها… وجدتها”، ليخلق معادلة فيزيائية ما زالت تستخدم وتدرس حتى اليوم.
وفي عام 1666، أثناء انتشار وباء الطاعون في إنجلترا، اضطر الطالب في جامعة “كامبريدج” إسحاق نيوتن إلى العودة لمنزله في وولستهورب. وكان يضطر بسبب الحجر العام إلى أن يجلس في حديقة المنزل مسترخياً تحت شجرة تفاح، وقد تكون من أجل لحظات شروده تلك التي قادته إلى التساؤل عندما سقطت تفاحة أمامه، لماذا تسقط التفاحة دائماً نحو الأرض بدلاً من أن ترتفع إلى السماء؟ ليأتي بعد سنوات كتابه “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية” الذي صاغ فيه قانون الجاذبية العامة. فما بدا كشرود ولحظة استرخاء تحول إلى لحظة مضيئة في واحد من أعظم الاكتشافات في تاريخ العلوم: الجاذبية، التي تحكم حركة الكواكب والنجوم وليس مجرد تفاح يتساقط. ربما ما سمح لنيوتن بوضع أسس نظريته عن الجاذبية خلال فترة العزل بسبب الطاعون حينها أنه لم يكن مشغولاً بمهام يومية مرهقة، بل كان يسرح ويعيد ترتيب أفكاره، مما قاده إلى اكتشاف غيَّر العالم للأبد.
قصص لعلماء آخرين خلقوا لحظتهم العلمية من ملل أو شرود ما، إذ يبدو أننا عندما نتوقف عن التفكير المكثف والقلق نجد الأجوبة، في لحظات غير مخصصة للبحث والتمحيص والغوص والتركيز، إنما في حلم ربما كما حصل مع الكيميائي الروسي ديمتري مندلييف عام 1869، حيث كان يحاول ترتيب العناصر الكيماوية بطريقة منطقية، فغلبه النعاس، ليجد بعد أيام العناصر الكيماوية مرتبة وفقاً لخواصها، فاستيقظ وأنشأ الجدول الدوري للعناصر.
وعام 1913 كان عالم الفيزياء الدنماركي نيلز بور يفكر في كيفية تنظيم الإلكترونات حول نواة الذرة، ورأى في حلمه أن الإلكترونات تدور حول النواة كما تدور الكواكب حول الشمس. فاستيقظ وبدأ في صياغة “نموذج بور” للذرة، الذي أصبح حجر الأساس لميكانيكا الكم.
ويبدو أن الكفاف عن التفكير والابتعاد عما نركز عليه هو لحظة ثمينة للحصول على الإجابة، كما حصل مع عالم الرياضيات العالم الفرنسي هنري بوانكاريه الذي كان يعمل على مشكلة معقدة في الديناميكيات، لكنه لم يجد الحل، إلى أن كان يستعد لركوب عربة قطار، فجاء الحل من دون أي تفكير واعٍ، وبصورة تلقائية.
ومثله الاسكتلندي جيمس وات الذي لم يجد الجواب في التجارب لتحسين محركات البخار عام 1765، بل في منزله أثناء الاستراحة، حين لاحظ كيف يدفع البخار غطاء غلاية المياه أثناء الغلي إلى أعلى، فكان تكثيف البخار لتحسين كفاءة الحركات هو الحل، مما أدى إلى اختراع محرك بخاري، وكان فجر الثورة الصناعية.
والأمثلة كثيرة لخيال جامح، وحلم يقظة، وحلم نوم، وتأمل عميق، واستراحة فارغة من التفاصيل، وأحياناً ملاحظة عفوية أو ظرف غير مقصود كما حصل في اكتشاف البنسلين عام 1928 عندما عاد ألكسندر فليمينغ إلى مختبره بعد استراحة طويلة ليجد أن أحد صحون زراعة البكتيريا قد تلوثت بالفطر الأزرق، لكنه لاحظ أن المنطقة حول الفطر كانت خالية من البكتيريا، قادته هذه الملاحظة إلى اكتشاف أول مضاد حيوي، البنسلين.
التحفيز اللحظي يحرمنا الملل
لم تترك لنا “السوشيال ميديا” لحظة من دون أن تنهمر علينا بالمعلومات والبصريات والصوتيات. والحقيقة المحزنة أن كوناً بأسره أصبح أسير التحفيز اللحظي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تمنحنا مكافآت فورية أشبه بجرعات المخدر، تماماً كما تفعل المواد الإدمانية. فمع التمرير المتواصل في “فيسبوك” و”إنستغرام” و”تيك توك” وسواها، يعتاد دماغنا على الإثارة اللحظية ويفقد تدريجاً قدرته على الاستمتاع بالأشياء العادية والبسيطة، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على التفكير العميق والإبداعي، وتراجع القدرة على التعلم والاستيعاب، وصولاً إلى إدمان التشتت وفقدان التركيز.
والحل ببساطة هو السماح لأنفسنا بالشرود وإبعاد ومنح العقل مساحة للتأمل والتفكير من دون قيود، لتتدفق الأفكار بحرية من دون قلق وفوبيات التعلق التكنولوجي، بخاصة تلك المتعلقة بفقدان أو عدم مواكبة كل ما يحدث. فالإبداع يحتاج إلى مساحة، والملل قد يكون مفتاحاً للعبقرية.
تنشد فيروز “في أمل… في أمل… أوقات بيطلع من ملل (أي أن الأمل قد يكون وليدة الملل)” من دون أن تقصد ربما ما قد يخلقه الملل. الملل الذي يخلق أملاً في تفكير أفضل وأهدأ بعيداً من الضغوط، وهو أبسط حقوق الإنسان.
الملل لتحفيز الإبداع والخيال
يقول الاستشاري في الصحة النفسية مروان لحود إن “الملل ليس مجرد غياب للتحفيز، بل حال نفسية تدفع اللاوعي إلى إطلاق الخيال، مما يؤدي إلى الإبداع كوسيلة للتسامي أو الهرب من الإحباط. ويعكس عدم الإشباع الناتج من غياب الإثارة الخارجية، فيدفع الجهاز النفسي إلى البحث عن بدائل لتخفيف التوتر وإيجاد طرق جديدة للتعبير. وعندما يواجه الفرد الملل، يلجأ اللاوعي أحياناً إلى آليات دفاعية مثل أحلام اليقظة أو الإبداع، فيصبح التخيل والتفكير الحر وسيلة للهرب من الشعور بالإحباط أو الفراغ العاطفي. ويمكن اعتبار الإبداع تصريفاً للطاقة النفسية المكبوتة التي لا تجد متنفساً في النشاطات اليومية التقليدية. هذا التصريف هو شكل من صور التسامي التي تحول التوتر الداخلي الناتج من الملل إلى إنتاج فني أو فكري. ففي لحظات الفراغ، ينشط اللاوعي في محاولة لملئه فتتدفق أفكار غير متوقعة”.
ويلفت لحود إلى “إمكان النظر إلى الملل كآلية لإعادة التوازن داخل النظام النفسي، إذ يساعد في إعادة تنظيم الأفكار وضبط الأولويات، كونه يشكل نقطة تحول معرفية تدفع الإنسان إلى البحث عن أطر جديدة للفهم والتجربة”. ويضيف، “عندما يستثمر الملل بصورة صحيحة يصبح قوة دافعة نحو إعادة اكتشاف الذات أو إعادة تأطير معرفي، إذ يبدأ الدماغ بإعادة بناء أنماط التفكير من خلال التأمل والتفاعل الداخلي، لذا فإن التعامل الواعي مع الملل لا يعني مقاومته، بل توظيفه كأداة لإعادة البناء النفسي والفكري، وتحفيز الخيال والابتكار في مختلف مجالات الحياة”.
الملل وإشباع العالم الرقمي
ويعتبر لحود أن وسائل التواصل الاجتماعي والمحفزات الرقمية توفر إشباعاً فورياً للفرد، مما يقلل الحاجة إلى التسامي ويجعل الدماغ معتاداً على الاستهلاك السريع بدلاً من الإنتاج العميق، “والملل، الذي كان في السابق دافعاً طبيعياً للتأمل والإبداع، يتم تحييده فوراً عبر التدفق المستمر للمحتوى، مما يحرم الدماغ من الدخول في حال من التفكير الذاتي وإعادة المعالجة الداخلية للمعلومات”. ويتابع، “لذا فالتعرض المستمر للمحفزات الرقمية لا يقتصر تأثيره في العمليات الذهنية الفردية، بل يمتد ليغير طبيعة التفاعلات الاجتماعية نفسها، لأن التواصل الذي كان يتطلب حضوراً فكرياً وعاطفياً أصبح يعتمد على ردود فعل لحظية وسطحية، مما يعيد تشكيل العلاقات بطريقة تجعل التواصل الحقيقي أكثر صعوبة. فينشأ تحدي فقدان القدرة على التوقف والتأمل، حيث الدماغ في حال استنفار دائم، يحرمه الدخول في لحظات تفكير هادئة ومثمرة، ما يؤثر في الإبداع ويمتد ليضعف القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة والتفاعل بعمق مع الأحداث الحياتية، كما أن الاعتياد على الاستجابات السريعة والمحفزات اللحظية يجعل وقت يستثمر في بناء علاقات قائمة على الحوار العميق والتفاعل الوجداني الحقيقي يتضاءل. لذا، فإن إعادة التوازن بين استهلاك المحتوى الرقمي وإعطاء الدماغ فرصة للشرود الذهني والتأمل باتت ضرورة ملحة لاستعادة القدرة على التفكير العميق والارتباط الحقيقي مع الذات والآخرين”.
ويشير الاستشاري في الصحة النفسية إلى أن تدفق المعلومات المتواصل ينتج نوعاً من “التشتت المفرط” الذي يقطع دورات التفكير العميق، ويمنع الدماغ من الدخول في مراحل التأمل وإعادة المعالجة، “كل إشعار جديد أو فيديو قصير أو موجة متجددة من المنشورات تعيد ضبط انتباه الفرد وتحرمه من فرصة الاستغراق في أفكاره الخاصة. وهكذا يتكيف الدماغ مع هذا النمط الجديد من التحفيز المستمر، فيصبح البحث عن الإثارة السريعة هو القاعدة، بينما يصبح الصبر والانتظار والتفكير العميق مهارات غير مستخدمة، بالتالي مهددة بالضمور. كما يؤثر هذا التدفق للمعلومات على البنية العصبية للدماغ، حيث يتم تحفيز بعض التراكيب الدماغية، مثل الجهاز الحوفي Limbic System بطريقة غير صحية، إذ يعمل التحفيز الرقمي المتكرر على زيادة نشاط نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى إفراز مستمر للدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمتعة والتحفيز. ومع الوقت تصبح هذه الإفرازات غير متناسبة مع المحفزات التقليدية، أي إن الأنشطة التي تتطلب مجهوداً ذهنياً، مثل القراءة أو الكتابة أو حتى مجرد التأمل، تصبح أقل قدرة على تحفيز الدماغ مقارنة بالإثارة الفورية التي توفرها الشاشات”.
ويخبر لحود أن هذا التغير في استجابة الدماغ يؤدي إلى انخفاض العتبة النفسية للإحباط، إذ يفقد الأفراد القدرة على تحمل أية لحظة من الفراغ أو الانتظار من دون البحث عن إشباع فوري، ويصبح الانزعاج من الملل غير محتمل، فيلجأ الفرد إلى مصادر التحفيز السريع بدلاً من تطوير استراتيجيات داخلية للتعامل مع الفراغ الذهني، فيتضاءل الإبداع، لأن الدماغ لم يعد يجد الفرصة للدخول في حال التفكير العميق أو إعادة هيكلة الأفكار بصورة مستقلة عن المؤثرات الخارجية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الدماغ المنتج والمستهلك
يقول لحود أيضاً، “إن الملل يسمح للدماغ بالدخول في حال شرود ذهني إيجابي، حيث يتم تشكيل أفكار جديدة من خلال إعادة معالجة التجارب الماضية، تفعيل الذاكرة العميقة والتفكير التجريدي، وتحفيز الروابط غير المتوقعة بين الأفكار، مما يؤدي إلى الإبداع. وإذا كانت البيئة مليئة بالمحفزات، فإن الدماغ لا يحصل على فرصة للتوقف والبحث عن حلول إبداعية، بل يصبح مستهلكاً بدلاً من منتج للأفكار”.
ويخلق الملل حاجة داخلية إلى التغيير، مما يدفع العقل إلى البحث عن حلول جديدة، فتتفعل العمليات اللاواعية التي تؤدي إلى لحظات الإلهام مثل تلك التي تحدث أثناء الاستحمام أو المشي الطويل، ويمنح العقل فرصة للخروج من التفكير النمطي وإعادة تشكيل التصورات حول المشكلات، لكن هذا يحدث فقط إذا لم يتم قتل الملل عبر الإشباع الفوري، بل يتم احتضانه كحالة ذهنية ضرورية للإبداع”. ويضيف، “اليوم، بات الأفراد يملأون كل لحظة فراغ بالمحتوى الرقمي، مما أدى إلى تغييرات جوهرية في بنيتهم الذهنية. ولم يعد العقل قادراً على التركيز العميق، بل اعتاد على القفز بين كم هائل من المعلومات السريعة، والحاجة المستمرة للتحفيز الفوري هذه جعلت من الصعب تحمل الملل أو استغلاله كمساحة لإعادة التوازن النفسي والفكري، ما انعكس على الإنتاجية والإبداع. فالعقل الذي بات مدمناً التحفيز اللحظي لم يعد قادراً على التركيز لفترات طويلة، فأصبحت المهام الذهنية العميقة أكثر صعوبة، كما أن التشتت المستمر قلل من قدرة الأفراد على التخطيط وإنجاز المهام التي تتطلب الصبر والإصرار”.
تمارين للاستفادة من الملل
ينصح لحود بعدم اعتبار الملل عدواً يجب التخلص منه، بل هو مساحة ذهنية ضرورية تساعد العقل على إعادة تنظيم أفكاره وإيجاد حلول مبتكرة. ولاستعادة “الملل الصحي”، يمكن تبني استراتيجيات تستند إلى نظريات نفسية ومنهجيات عملية تعيد التوازن إلى علاقتنا مع الفراغ والهدوء، “أولها تحمل التوتر الداخلي وعدم تفريغه بالمواد الرقمية المشبعة السريعة، والاستفادة منه بطرق إبداعية مثل: تمرين التسامي، فبدلاً من اللجوء إلى الهاتف عند الشعور بالملل يمكن كتابة خواطر أو يوميات والرسم والتخطيط لأفكار جديدة وتجربة العزف أو التعبير الفني والتفكير العميق في حل مشكلة معينة”.
وتمرين “الفراغ المقصود”، إذ يُستقطع وقت يومي نحو ربع ساعة للجلوس بهدوء من دون استخدام أي جهاز رقمي، سواء أثناء شرب القهوة، أو في مكان هادئ، أو خلال التنقل من دون الاستماع لأي شيء، وستبدأ الأفكار بالظهور تلقائياً. وتمرين “الشرود الذهني الواعي”، وهو عبارة عن اختيار موضوع عشوائي والسماح للعقل بالتنقل بين الأفكار من دون إجباره على التوصل إلى إجابة محددة، “هذا يساعد في بناء روابط جديدة بين الأفكار المخزنة في اللاوعي. وتمرين الصيام الرقمي، إذ تُحدد فترات خالية من الشاشات يومياً، مثل أول ساعة بعد الاستيقاظ أو قبل النوم، واستغلالها في أنشطة غير رقمية، كالمشي أو التأمل أو التفاعل مع الآخرين لإعادة ضبط نظام المكافأة في الدماغ، بحيث لا يعتمد على التحفيز الفوري من وسائل التواصل الاجتماعي”. ويختم لحود، “تساعد بعض الأنشطة الرتيبة والروتينية في الوصول إلى حال من التأمل الذاتي وتعزيز التركيز، كالمشي الطويل من دون الاستماع إلى الموسيقى أو استخدام الهاتف، وترتيب الأغراض في المنزل ببطء وبوعي كامل والعناية بالنباتات أو الطهي من دون أي تشتيت رقمي. وأنت متى ستصوم رقمياً وتستمع بالملل تنبش العبقري القابع في دماغك تحت ملايين الفيديوهات والأصوات والمنشورات والإعجابات”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية