داخل ملعب “فيليبس ستاديون” هناك أكثر من تذكير بماضي آيندهوفن، واحتفاءات بمهاجمين سابقين مثل روماريو ورونالدو نازاريو وروود فان نيستلروي، الذين أبهروا جماهير النادي وأرهقوا المدافعين، وبينما كان ميكيل أرتيتا يسير في الممرات بين الأجنحة التنفيذية كان يمكن أن يتلقى تذكيراً بما ينقصه.

إنه أسبوع الاحتفال في آيندهوفن، إذ يتوافد كثير من الناس على المدينة الهولندية بأزياء تنكرية، وسواء كان أي منهم قد جاء بزي هداف لأرسنال أو سيقلد مهاجماً حتى لو لليلة واحدة، يبقى ذلك غير مؤكد، لكن الاحتمال الأكبر هو أن ميكيل ميرينو سيقود خط هجوم أرسنال في هولندا، وهو الهداف الوحيد للفريق في آخر أربع مباريات، ولكنه في الأساس لاعب خط وسط.

ومع إصابة كاي هافيرتز وغابرييل جيسوس والعودة التدريجية لغابرييل مارتينيلي، ومع تسجيل رحيم ستيرلينغ هدفه الوحيد هذا الموسم أمام بريستون، قد يكون ميرينو هو الخيار الأمثل في الهجوم.

وقال لاعب الفريق يورين تيمبر “إنه تحد جميل، بخاصة في خط الهجوم”، هذه طريقة متفائلة لوصف الوضع، والطريقة الأخرى هي الإشارة إلى الصعوبات التي يواجهها آيندهوفن في الدفاع، فمنذ تحقيقه إحدى المفاجآت في جولة خروج المغلوب واجه فريق جو أهيد إيغلز مرتين، وخسر في المباراتين وتلقت شباكه خمسة أهداف من الفريق الذي يحتل المركز السابع في الدوري الهولندي، لكن أرتيتا قال “ما أراه أمامنا هو فريق أقصى يوفنتوس، وله تاريخ، لذا أعرف صعوبة المهمة”، معرباً عن الاحترام الواجب لمنافسه آيندهوفن.

وإذا كان هجوم أرسنال هو القوة التي يمكن مقاومتها، فإن دفاع آيندهوفن قد يكون الهدف القابل للاختراق، وقد تكون مواجهة الفريقين للمرة الثالثة على التوالي صراعاً بين الأضداد، فأبطال هولندا يمكنهم التسجيل واستقبال الأهداف، بينما الوصيف الدائم في إنجلترا أحياناً لا يفعل أياً منهما.

ولكن قد يكون هناك طريق للتقدم وسط نقص الدراما، وقال أرتيتا “بالنسبة إلى أي فريق أعتقد أنه عند النظر إلى تاريخه، عندما يكون ناجحاً جداً، فإن السجل الدفاعي يكون حاسماً”.

وكان سجل الفريقين الإنجليزيين الأخيرين الفائزين بدوري أبطال أوروبا متطابقين في هذا الصدد: تشيلسي تحت قيادة توماس توخيل تلقى ثلاثة أهداف فقط في سبع مباريات لخروج المغلوب عام 2021، ومانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا تلقى هو الآخر ثلاثة أهداف فقط في المراحل نفسها عام 2023.

وحصل دفاع أرسنال على عديد من الإشادات لتنظيمه وقوته في الأعوام الأخيرة، وهناك أدلة إحصائية على تميزه، وكان لسكان شمال لندن ثاني أفضل سجل دفاعي في مرحلة المجموعة الموحدة، وتفوق عليهم إنتر ميلان الإيطالي فحسب، وقال أرتيتا “لقد استقبلنا ثلاثة أهداف فقط وكان لدينا أقل نسبة أهداف متوقعة، هذا رائع ويشكل قاعدة قوية”.

لقد بدأ أرسنال مرحلة المجموعة بمواجهتين قويتين أمام أتالانتا وباريس سان جيرمان، وحتى مع تقليل خيارات أرتيتا الهجومية زادت خياراته الدفاعية.

ورحب تيمبر بالمنافسة الإضافية على المركز مع استعادة بن وايت لياقته البدنية، وعلى رغم أن الإنجليزي الذي شارك في مباراتين فقط كلاعب بديل قد يكون من غير المرجح أن يبدأ أساسياً للمرة الأولى منذ أربعة أشهر تقريباً في مباراة اليوم الثلاثاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الجانب الآخر، أصبح مايلز لويس سكلي، الذي كان موقوفاً في مباراة التعادل مع نوتينغهام فورست، متاحاً للعب مرة أخرى.

كانت تلك ليلة مرهقة ومحبطة لأرسنال، وإلى جانب الهزيمة أمام وست هام، كانت نهاية طموحهم، في الأقل لمدة عام، للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكن دوري أبطال أوروبا منافسة مختلفة تقدم حافزاً مختلفاً، وقال تيمبر “مباراة لتغيير الرواية”، وإذا كان أرسنال يعاني ويكافح محلياً، فإن أرتيتا يشعر أنهم قد يكون لديهم دفعة جديدة، وقال “إنها مباراة تجلب طاقة مختلفة، إنها منافسة تضع الجميع في حال تأهب”.

وهي منافسة أظهر فيها أرسنال أداءً جيداً منذ أن أنهى أرتيتا غيابهم عنها، إذ أُقصوا من قبل بايرن ميونيخ في الموسم الماضي، وإذا تجنبوا الهزيمة في هولندا فإن سجلهم المكون من ثمانية انتصارات وتعادل واحد في تسع مباريات بدوري أبطال أوروبا على أرضهم يبشر بالخير.

قد تكون المنافسة مفتوحة جداً، لكن احتلال المركز الثالث في مرحلة المجموعة لا يجعل أرسنال بالضرورة المرشح الثالث، لكن أمامه طريق معقول إلى ربع النهائي، بخاصة بعد خروج مانشستر سيتي من السباق، وسيتبعه إما بايرن ميونيخ أو باير ليفركوزن، وريال مدريد أو أتلتيكو مدريد، وباريس سان جيرمان أو ليفربول، فهل يمكن لأرسنال الفوز بالبطولة؟ وقال أرتيتا “إنه طموحنا”، مؤكداً أن تركيزه ينصب فقط على مواجهة آيندهوفن.

هناك شعور بأن أرسنال لديه إمكانات غير مستغلة، ليس كثيراً في الجانب الدفاعي، ولكن إذا تمكنوا من إضافة مزيد من الأهداف، وإذا قدموا الأداء الذي قدموه أمام باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي في مباريات خروج المغلوب.

وقال أرتيتا “حقيقة أننا لا نزال نمتلك القدرة حتى مع اللاعبين المتاحين، لرفع مستوى اللعبة إلى مستوى مختلف، وعندما نصل إلى تلك المرحلة يتعلق الأمر برفع المستوى والمعايير”.

دفاعياً يمكن لأرسنال أن يحدد المعايير بالفعل، وكل ما يحتاجون إليه هو تسجيل هدف أو هدفين.

نقلاً عن : اندبندنت عربية