قال وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك الثلاثاء إن الرئيس دونالد ترمب قد يعلن في الأسبوع الجاري عن تسوية للرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك، لكنه سيواصل الضغط على الصين، بعد ساعات على تنديد رئيس الوزراء الكندي بحرب تجارية “غبية”.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة “فوكس بيزنس” الثلاثاء، قال لوتنيك “أعتقد أنه سيتوصل معهم إلى حل ما”، متحدثاً عن احتمال التوصل إلى “حل وسطي” مع الكنديين والمكسيكيين.

ضم كندا

في وقت سابق الثلاثاء، اتهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ترمب بأنه يسعى إلى “التسبب بانهيار الاقتصاد الكندي” لجعل عملية ضم كندا “أكثر سهولة”.

وندد ترودو بالتناقض بين مشهدية شن الولايات المتحدة حرباً اقتصادية على “أقرب حلفائها” في حين تتحدث عن “استرضاء (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين”.

وباتت السلع الواردة من المكسيك وكندا خاضعة لرسوم جمركية بنسبة 25 في المئة.

ويأخذ ترمب على كندا والمكسيك والصين عدم بذل جهود كافية لمكافحة الاتجار بالفنتانيل وهي مادة أفيونية مخدرة تتسبب بأزمة صحية واسعة في الولايات المتحدة. وأكد في فبراير (شباط) أنه يفرض عليها هذه الرسوم لحثها على التحرك.

وردت كندا على ذلك بتطبيق “فوري” لرسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على بعض المنتجات الأميركية، على أن يتوسع نطاقها خلال الشهر الحالي
وتوعد ترمب الثلاثاء بزيادة إضافية على الرسوم الجمركية التي فرضها على السلع الكندية.

وكتب ترمب على منصته تروث سوشل بعدما أعلن ترودو فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على السلع الأميركية “أرجو أن تشرحوا لحاكم كندا ترودو أنه عندما يفرض رسوماً انتقامية على الولايات المتحدة، فإن رسومنا المتبادلة ستزيد على الفور بالمقدار نفسه”.

 

حظر بيع المشروبات الكحولية الأميركية

في الأثناء، أعلنت مقاطعات كندية عديدة، من بينها أونتاريو وكيبيك، الثلاثاء أنها ستمنع بيع المشروبات الكحولية الأميركية في متاجرها، وذلك رداً على فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على المنتجات الكندية.

وقال رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو دوغ فورد “إنها ضربة كبيرة للمنتجين الأميركيين”، مشيراً إلى أن مجلس الكحول في المقاطعة يبيع ما قيمته نحو مليار دولار كندي (650 مليون يورو) من الكحول الأميركي سنوياً. واتخذت مقاطعتا مانيتوبا وكيبيك القرار نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما مقاطعة كولومبيا البريطانية في غرب البلاد، فقررت من ناحيتها حظر بيع الكحول المستورد حصراً من الولايات الجمهورية في الجارة الجنوبية. وفي كندا، تنظم عمليات استيراد وبيع الكحول شركات مملوكة للدولة تديرها المقاطعات.

وقال فورد في مؤتمر صحافي الثلاثاء إن هيئة المشروبات الكحولية في أونتاريو هي “أكبر مشتر للكحول في العالم”.

والإثنين وقع ترمب أمراً تنفيذياً يقضي برفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين من 10 في المئة إلى 20 في المئة، وهو ما كان قد تعهد به في حملته الانتخابية.

رد الصين

من جانبها، ردت الصين الثلاثاء بإعلان فرض رسوم جمركية بنسبة 10 و15 في المئة على مجموعة من المنتجات الزراعية الواردة من الولايات المتحدة وتراوح بين الدجاج والصويا، منددة في الوقت نفسه بقرار “أحادي الجانب” من واشنطن.

ويحذر خبراء وشركات من أن ارتفاع تكاليف الاستيراد قد يؤدي إلى زيادة الأسعار على المستهلكين، ما قد يعرقل الجهود المبذولة لخفض التضخم.

وينطبق ذلك أيضاً على محال البقالة، إذ شكلت المكسيك مصدر 63 في المئة من واردات الخضروات الأميركية ونحو نصف واردات البلاد الفاكهة والمكسرات في العام 2023، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “تارغيت” الأميركية العملاقة للبيع بالتجزئة براين كورنيل الثلاثاء إن الشركة قد تضطر إلى رفع أسعار بعض الفواكه والخضروات خلال الأيام المقبلة.

وأضاف لشبكة “سي أن بي سي”، “إذا كانت هناك تعرفة بنسبة 25 في المئة، فإن هذه الأسعار سترتفع”.

التضخم

وقال الرئيس الإقليمي لشركة “ميرسك” في أميركا الشمالية تشارلز فان دير ستين في تصريح للشبكة نفسها “من الواضح أن التأثير القصير المدى لأي تعرفة هو التضخم”.

كذلك يمكن أن تتأثر تكاليف السكن. فأكثر من 70 في المئة من واردات مادتي بناء رئيسيتين (الخشب اللين والجبس) مصدرها كندا والمكسيك، وفقاً للرابطة الوطنية لبناة المنازل.

وقال سائقو شاحنات عند معبر أوتاي ميسا الحدودي في المكسيك لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم يلمسون الأثر أثناء انتظارهم للعبور إلى الولايات المتحدة.

دخلت الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها أوتاوا على سلع أميركية بقيمة 30 مليار دولار حيز التنفيذ الثلاثاء، وقال ترودو إن نطاقها سيتسع إلى “الـ125 مليار دولار المتبقية من المنتجات الأميركية في غضون 21 يوماً”.

وقال ترودو إنه يعتبر أن ترمب “رجل ذكي” إلا أن فرض الرسوم الجمركية “أمر بغاية الغباء”.

وقالت الصين إن رسومها الجمركية على الواردات الأميركية ستدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل وستطال سلعاً بعشرات مليارات الدولارات.

كما أعلنت بكين تعليق استيراد الأخشاب الأميركية، ووقف استيراد حبوب الصويا من ثلاثة مصدرين أميركيين، وقد تعهدت وزارة الخارجية الصينية خوض الحرب التجارية الأميركية حتى النهاية.

نقلاً عن : اندبندنت عربية