اسرار الاجانب والمصرين مع مسجد البوصيرى بالاسكندرية

تقدم الوفد الحكاية الثانية من روحانيات رمضانية  فى اجمل المساجد بالاسكندرية والتى نستعرض فيها  حكاية مسجد مشهور جدا يقع بحى الانفوشى بمنطقة بحرى امام مسجد ابى العباس وياخذ نفس الشكل المعامرى .وهو مسجد الامام البوصيرى “

روحانيات رمضانية

فهو محمد بن سعيد بن حماد ابنهاجى البوصيرى الذى اشتهر بمدح النبى وأشهر أعماله “الكواكب الدرية فى مدح خير البرية”، ويأتى إلى ضريحة داخل ميدان المساجد بالإسكندرية العديد من المواطنين لقراءة الفاتحة والاقتداء به فى حبه للنبى.

يعتبر الإمام البوصيرى هو أحد تلامذة الإمام أبو العباس المرسى وأخذ منهج التصوف والزهد وقرر أن يتفرغ لعباده الله طوال حياته .

بدأ البوصيرى حياته يعمل فى كتابه الضرائب ولكن حدث له العديد من المشاكل بسبب عدم أمانة المشتغلين معه، فقرر أن ينسحب من الوظائف الدنيوية ويتفرغ لعبادة الله ويزهد من الحياة، وانتقل إلى محافظة الإسكندرية وعاش ودفن فيها، وبنى زاوية صغيرة ثم طالعت التطور بعد سنوات من وفاته ويرجع تاريخه إلى عام 1274هـ.

كان قد نهج البوصيرى الشعر فصار متصوفًا مادحًا لحضرة رسول الله “ص”، واخلص الحب لله ولرسوله وهام بذلك حتى صار لا يبارى، ويقال أن السبب فى نظمه لقصيدته المشهورة بالبردية هو وقوع فالج ألم به أعيا الأطباء علاجه، ففكر البوصيرى فى عمل قصيدة يستشفع بها ولعل الله تعالى فى أن يعافية، فلما اتمها رأى الرسول صلى الله عليه وسلم فى منامه فمسح بيده الكريمة عليه فعوفى لوقته.

 

وصف المسجد

عندما تتجول داخل المسجد تجده  يتكون مسجد البوصيرى من مربعين منفصلين، الأول يشمل صحن المسجد وتتوسطه نافورة وتحيط به الأروقة من جميع الجهات والمربع الثانى وهو ايوان القبلة وهو مرتفع عن مستوى صحن المسجد إذا يصعد إليه بثلاث درجات، ويتقدم الإيوان دهليز مغطى بظلة تؤدى إلى ضريح الامام البوصيرى أولا ثم إلى ايوان القبلة ثانيا، أما الضريح فعبارة عن غرفة مربعة مغطاة بقبة تقوم على مقرنصات فى الأركان والقبة من الصاج وليست من الخشب أو البناء.

يتوسط إيوان القبلة ستة أعمدة تقوم عليها قبة مرتفعة من الصاج كذلك، وبه دور ثان مخصص للسيدات يعرف باسم “الصندرة”، وبهذا الايوان يوجد مدخلان رئيسيان أحدهما فى الجهة الشرقية والآخر فى الجهة الجنوبية، كما يوجد مدخل ثالث رئيسى فى الجهة الغربية من صحن الجامع، وخلف الرواق الشرقى للمسجد توجد ثلاث غرف مغطاة بثلاث قباب كانت فى الأصل عبارة عن زاوية ملحقة بالمسجد، وتحتوى على صف من الدعائم تفصلها إلى رواقين ثم جددت الزاوية عام 1308 هـن وسدت أروقتها فتحولت على صف من الدعائم تفصلها إلى رواقين ثم جددت الزاوية عام 1308 هـ وسدت أروقتها فتحولت إلى غرف خصصت للمكتبة وللمشرفين على المسجد، أما فى الركن الشمالى الشرقى لايوان القبلة فتوجد مئذنة المسجد وهى على شكل مسلة بطراز التركى فى القرن التاسع عشر.

ولكن الاكثر دهشة من تصميم المسجد انك تفؤجئ بالعشرات من المواطنين يحضرون الى المسجد لزيارته سؤا مصريون ام عرب واجانب ، ومشاهد كثيرة تجدها داخل المسجد من سيدة تجلس تبكى وتتضرع الى الله تطلب منه الزواج لنجلتها واخرى تصلى وتطلب من الله ان تنجب طفل يملئ عليها دنياتها واخرى تطلب الشفاء لزوجها ، 

وعندما تدخل الضريح تجد المواطنين تقف وكل منهما يتحدث من خلف اسوار الضريح وراء كل شخص حكاية وطلب واسرار ، ويخرجون عقب صلاتهم وكان جبل من الهموم ازاله من اكتافهم فما هو السر ؟

يقول الشيخ جابر قاسم، نائب عام الطريقة البيومية الأحمدية، المسؤول عن الأضرحة والحضرات الصوفية بالإسكندرية،

 إن الإمام البوصيري، هو أحد أولياء الله المقربين، وعباده المخلصين، واحد فحول الشعراء الموهوبين، وإعلام الادب البارزين، هو شرف الدين ابو عبد الله محمد بن سعيد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج، نسبة الي صنهاجة من بلاد المغرب، بن هلال الصنهاجي، ولد بناحية دلاص حاليا تتبع مركز ناصر بمحافظة بني سويف، في أول شوال عام 608ه‍، ووالده من مدينة ابوصير أحد قرى صعيد مصر ونسب إليها واشتهر بها فسمي البوصيري، حفظ القرآن وبعض المتون في النذر والنثر وتتلمذ على يد أبي حيان أبي الفتح بن سيد الناس اليعمري الاشبلي المصري الاندلسي، صاحب كتاب « عيون الأثر في سيرة سيد البشر»، والعز بن جماعة الكناني الحموي أحد قضاة مصر، وغيرهم.

وأضاف أنه لما سمع عن أبو العباس وما اشتهر به من الولاية والتحقق في علوم الشريعة، رحل عن بلبيس التي كان يعمل بها إلي الإسكندرية، وصحب القطب ابا العباس المرسي ولازمه وأخذ عنه، وسلك المنهج الشاذلي وانقطع إلى التصوف فظهرت عليه بركاته، ورزقه الله وعلما وورعا وولاية، ففاضت منه القصائد التي لقيت قبولا عظيمًا لدى جمهور العلماء والمشايخ، ثم نهج في شعره نهجًا آخر ، فنظم قصائده في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصار متصوفًا مداحًا لحضرة النبي عليه الصلاة والسلام، وشغف يطلب القرب فحفته العناية الربانية فأجاد في شعره حتى صار لا يباري، ورفع الله صيته في الخافقين، وتوفي في الإسكندرية عام 695، ومن أشهر قصائده؛ قصيدة البراءه، وسميت ب«البُردة» وعدد آبياتها مائة وستون بيتا، جمعت في فصولها بين مدح الرسول وجهاده والتوسل به.

واشار الى أن أهم ما حقق شهرة كبيرة للإمام البوصيري وجعل مسجده مشهورًا هي قصيدة الكواكب الدورية في مدح خير البرية، واشتهرت ب«البردة» والتي تعد من الكرامات، لما لها من كرامة له، لأن هذا الرجل أصيب بشلل نصفي في حياته، وحاول أن يتوسل للرسول بإنشاد قصيدة في مدحه راجيًا الله أن يشفيه، ووقف في جزء من القصيدة ولم يكمله وهو «فمبلغ العلم أنه بشر»، ولم يعرف استكمال الشطر الثاني من هذا البيت، وعندما نام رأى رؤية أنه يرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وينشد القصيدة أمامه ووقف عند البيت الذي لم يكمله، فالرسول طلب منه أن يكمل فأبلغه البوصيري أنه لا يستطيع أن يكملها فأكملها له الرسول وقال له أكمل «فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم»، ثم قام ومسح عليه وألقي الرسول عليه بردته، فعندما استقيظ البوصيري من النوم كان قد شفاه الله من الشلل النصفي.

قال  إمام مسجد البوصيري، إلى أنه خلال عمله تعرض للكثير من المواقف من مصريين أو غير مصريين، أظهرت لما للبردة من كرامات، وما سألنا الله سبحانه وتعالي شيئًا إلا واكرمنا.

كشف أنه على المستوي الشخصي أيضًا، له موقف مع مسجد البوصيري، حيث رأي  رؤية في المنام انه في هذا المكان، ولم يكن يعرف المسجد أو قام بزيارته من قبل، قائلًا:« كنت اكتب في ليلتها قصيدة في حب النبي، فرأيت في الرؤية انني في ذلك المسجد بجميع تفاصيله، واجلس على مقعد بداخله، وشخص يناديني ، واستيقظت في اليوم الثاني مباشرة، ليتم استدعائي في مديرية الأوقاف، لأمر عاجل، فأبلغوني بأنني وقع على الاختيار لأكون إمام مسجد شيخ المداحين الإمام البوصيري، وعندما دخلت المسجد رأيت ما رأيته في الرؤية، ولم أكن قد دخلت المسجد من قبل، فأنا من مدينة طنطا، واول ما عُينت كان مسجد بمنطقة محرم بك، وعرفت أن الشخص الذي كان يناديني هو الإمام البوصيري ليبشرني بأنني سوف أصبح إمام المسجد.

 

نقلاً عن : الوفد