علق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة فرضها هذا الأسبوع على معظم السلع القادمة من كندا والمكسيك، في أحدث تطور في سياسة تجارية متقلبة هزت الأسواق المالية وأججت المخاوف بشأن التضخم وتباطؤ النمو.

وتنتهي الإعفاءات، المتعلقة بأكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، في الثاني من أبريل (نيسان) وهو الموعد الذي هدد ترمب أن يفرض فيه نظاماً شاملاً من الرسوم الجمركية المضادة على جميع شركاء واشنطن التجاريين.

وكان ترمب قد فرض رسوماً بنسبة 25 في المئة على الواردات من البلدين يوم الثلاثاء، وتحدث عن الإعفاء الخاص بالمكسيك فقط في وقت سابق أمس الخميس، لكن التعديل الذي وقعه بعد الظهر شمل كندا أيضاً. والدول الثلاث شركاء في اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية.

ورداً على ذلك، ستؤجل كندا موجة ثانية مزمعة من الرسوم الجمركية الانتقامية على منتجات أميركية بقيمة 125 مليار دولار كندي حتى الثاني من أبريل، حسبما قال وزير المالية الكندي دومينيك لوبلان في منشور على موقع إكس.

بالنسبة لكندا، يستثني الأمر المعدل للبيت الأبيض أيضاً الرسوم الجمركية على البوتاس، وهو سماد مهم للمزارعين الأميركيين، لكنه لا يغطي منتجات الطاقة بالكامل، والتي فرض عليها ترمب ضريبة منفصلة بنسبة 10 في المئة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن السبب وراء ذلك هو أن بعص منتجات الطاقة المستوردة من كندا ليست مشمولة باتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي تفاوض عليها ترمب في ولايته الرئاسية الأولى.

فرض ترمب الرسوم الجمركية بعد إعلان حالة الطوارئ الوطنية في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو أول يوم له في منصبه، بسبب الوفيات الناجمة عن جرعات زائدة من الفنتانيل، مؤكداً أن المادة الأفيونية القاتلة تصل إلى الولايات المتحدة من الصين عبر كندا والمكسيك. كما فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 20 في المئة على جميع الواردات من الصين نتيجة لذلك.

وأعلن ترمب عن الرسوم لأول مرة في بداية فبراير (شباط)، لكنه أرجأ فرضها على كندا والمكسيك حتى يوم الثلاثاء. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، رفض تأجيلها مرة أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وزير التجارة هوارد لوتنيك لشبكة “سي.إن.بي.سي”، “في الثاني من أبريل، سننتقل إلى الرسوم الجمركية المضادة، ونأمل أن تكون المكسيك وكندا قد تحركتا بما يكفي بشأن الفنتانيل بحيث ننتهي من هذا الأمر… ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، فسيظل هذا الأمر قائماً”.

وقال ترمب أيضاً إن رسوما بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ في الموعد المقرر في 12 مارس (آذار). وتعد كندا والمكسيك من أكبر مصدري المعادن إلى الأسواق الأميركية، إذ تمثل كندا على وجه الخصوص معظم واردات الألمنيوم.

ويوم الأربعاء، أعفى ترمب السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة التي فرضها على الواردات من كندا والمكسيك اعتباراً من يوم الثلاثاء، وهي الرسوم التي رأى خبراء الاقتصاد أنها تهدد بتأجيج التضخم وتعطيل النمو في الاقتصادات الثلاثة.

وأصدر ترمب هذه الإعفاءات بعد اجتماع مع مسؤولين تنفيذيين من كبرى شركات صناعة السيارات الأميركية وهي “فورد” و”جنرال موتورز” و”ستيلانتس”.

وفي وقت سابق أمس الخميس، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي سيتنحى عن منصبه يوم الأحد، إنه لا يتوقع أن تهدأ الحرب التجارية التي بدأها ترمب في أي وقت قريب.

وصرح للصحافيين في أوتاوا “أستطيع أن أؤكد أننا سنستمر في الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة في المستقبل المنظور”.

ولم يرد رد فعل بعد من المسؤولين المكسيكيين، على رغم من أن الرئيسة كلاوديا شينبوم أجرت في وقت سابق أمس الخميس مكالمة هاتفية مع ترمب وافق خلالها على التأجيل.

وقالت شينبوم في منشور على إكس “أجرينا مكالمة ممتازة يسودها الاحترام اتفقنا فيها على أن عملنا وتعاوننا أسفر عن نتائج غير مسبوقة، في إطار احترام سيادة البلدين”.

وذكرت مصادر من البلدين لـ “رويترز” أن المسؤولين المكسيكيين والكنديين يشعرون بالإحباط من مفاوضات الرسوم الجمركية مع إدارة ترمب، مع الافتقار إلى الوضوح بشأن رغبات الولايات المتحدة مما يجعل التوصل إلى حل يبدو مستحيلاً.

نقلاً عن : اندبندنت عربية