كشفت أبحاث جديدة أن السمنة بين الأطفال والمراهقين داخل المملكة المتحدة سترتفع إلى أكثر من النصف بحلول عام 2050، مع زيادة احتمال تأثير ذلك في الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمسة أعوام.
ووفقاً لأبحاث نشرت في مجلة “لانسيت” الطبية، من المتوقع أن ترتفع معدلات السمنة بين الإناث من سن الـ5 إلى سن الـ14 داخل المملكة المتحدة من 12 في المئة عام 2021 إلى 18.4 في المئة بحلول عام 2050، أي زيادة قدرها 53 في المئة. أما بالنسبة للذكور من نفس الفئة العمرية، فسترتفع النسبة من 9.9 في المئة إلى 15.5 في المئة، وهو ما يمثل زيادة تبلغ 57 في المئة.
فيما أظهر تحليل بيانات من وكالة” برس أسوسيشن” أن معدلات السمنة بين الإناث من سن 15 إلى 24 سترتفع من 15.4 في المئة عام 2021 إلى 22.9 في المئة بحلول عام 2050 أي زيادة قدرها 49 في المئة. بينما سترتفع النسبة بين الذكور من نفس الفئة العمرية من 12.1 في المئة إلى 18.3 في المئة، أي ما يعادل زيادة قدرها 51 في المئة.
هذا وقامت الأبحاث بتقدير معدلات الوزن الزائد والسمنة عالمياً حتى عام 2050. وفي مقال منفصل نشر في مجلة “لانسيت”، حذر المتخصصون من أن الوضع العالمي يعد “مأساة كبيرة وفشلاً مجتمعياً ذريعاً”.
وأكدت الدراسة أنه بحلول عام 2050، سيعاني أكثر من نصف البالغين وثلث الأطفال والمراهقين في العالم السمنة أو زيادة الوزن.
ومما يذكر، أن معدلات السمنة وزيادة الوزن لدى البالغين والأطفال تضاعفت أكثر من مرتين على مدى العقود الثلاثة الماضية (1990-2021)، مما أثر في 2.11 مليار بالغ و493 مليون طفل في جميع أنحاء العالم خلال عام 2021، بحسب ما أشار المتخصصين.
عند جمع الوزن الزائد والسمنة معاً، من المتوقع أن تصل نسبة الفتيات اللاتي تراوح أعمارهن ما بين سن خمس إلى تسع سنوات واللاتي سيعانين من السمنة داخل المملكة المتحدة إلى 39.2 في المئة بحلول عام 2050، مقارنة بـ31 في المئة عام 2021، بينما سيتأثر 31.3 في المئة من الذكور بزيادة الوزن أو السمنة مقارنة بـ24.4 في المئة.
كذلك سيتأثر 43 في المئة من الإناث بين سن 10 إلى 14 سنة بزيادة الوزن أو السمنة في المملكة المتحدة، مقارنة بـ34.7 في المئة عام 2021. أما بالنسبة للذكور من نفس الفئة العمرية، فمن المتوقع أن تصل النسبة إلى 37.6 في المئة، بعد أن كانت 29.9 في المئة.
ومن بين الذكور والإناث من سن 15 إلى 19 سنة سترتفع معدلات السمنة وزيادة الوزن، إذ ستصل النسبة بين الإناث إلى 41 في المئة بعد أن كانت 32.6 في المئة، وبين الذكور إلى 35.6 في المئة بعد أن كانت 28.2 في المئة.
وبالنسبة للبالغين الذين تراوح أعمارهم من 25 سنة فما فوق، تشير البيانات إلى أن معدلات السمنة بين البالغين سترتفع بصورة ملحوظة، إذ ستصل نسبة السمنة بين النساء إلى 42.6 في المئة عام 2050 مقارنة بـ31.7 في المئة عام 2021 وهذا يمثل زيادة بنسبة 34 في المئة، بينما سترتفع النسبة بين الرجال من 29.3 في المئة إلى 39.5 في المئة (زيادة قدرها 35 في المئة).
وبذلك، من المتوقع أن يصل عدد البالغين الذين يعانون السمنة في هذه الفئة العمرية داخل المملكة المتحدة إلى 23.4 مليون شخص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 43.4 مليون شخص عند تضمين المصابين بزيادة الوزن.
وما لم تتخذ إجراءات إصلاحية عاجلة، من المتوقع أن يعاني نحو 60 في المئة من البالغين (3.8 مليار شخص) وثلث الأطفال والمراهقين (31 في المئة) حول العالم (746 مليون شخص) من السمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2050.
وعلى مستوى العالم، من المتوقع أن تتجاوز الزيادة في معدلات سمنة الأطفال والمراهقين معدل ارتفاع أعداد الذين يعانون زيادة الوزن في نفس الفئة العمرية.
وقالت المؤلفة الرئيسة البروفيسورة إيمانويلا غاكيدو من “معهد القياسات الصحية والتقييم”، التابع لكلية الطب في جامعة واشنطن “إن الزيادة العالمية غير المسبوقة في معدلات السمنة تمثل مأساة عميقة وإخفاقاً مجتمعياً ذريعاً”. وأضافت “يمكن للحكومات والهيئات الصحية الاستفادة من تقديراتنا الخاصة بكل دولة حول مراحل وسرعة التحولات في الوزن، سواء الحالية أو المتوقعة، لتحديد الفئات السكانية الأكثر تضرراً من السمنة التي تحتاج إلى تدخل وعلاج عاجل، وتلك التي تعاني أساساً زيادة الوزن والتي يجب أن تستهدفها استراتيجيات الوقاية”.
هذا وأوضح المؤلفون أن الأجيال الحالية تكتسب الوزن بصورة أسرع من الأجيال السابقة، وأن السمنة تبدأ في سن مبكر، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان في مراحل عمرية مبكرة.
في النهاية، لم تأخذ الدراسة في اعتبارها تأثير حقن فقدان الوزن، والتي قد تؤثر في التوقعات طويلة الأمد لانتشار زيادة الوزن والسمنة.
نقلاً عن : اندبندنت عربية