تتنافس تطبيقات بيع المكملات الغذائية في شهر رمضان، وجميعها تدعي المساعدة في الهضم الصحي، وتترواح أسعارها بين 120 و150 ريالا، وتروج لحلول علاجية لمن يعاني مشكلات هضمية بسبب تغييرات نمط الأكل والصيام فترات طويلة، حيث إن بعض المكملات الغذائية تساعد في تحسين الهضم وتقليل الانزعاج.

آثار جانبية

من جهته، أكد استشاري التغذية الدكتور محمد تركي أن كثرة أخذ المكملات الغذائية دون وصفة طبية قد يكون له أثر سلبي، لكن البعض منها يساعد على تعزيز صحة الأمعاء وتحسين توازن البكتيريا النافعة، وقد يقلل من الانتفاخ والإمساك والإسهال، لذا لا بد من تناولها عن طريق طبيب مختص، محذرا من أن البعض منها قد يسبب الغثيان وتشنجات بالمعدة، فضلا عن التهيج والقلق والصداع، ومشيرا إلى أن تناول كميات كبيرة من بعض الفيتامينات والمعادن (مثل فيتامين A أو الحديد) قد يؤدي إلى تسمم أو آثار جانبية خطيرة. أيضا بعض المكملات قد تتفاعل مع الأدوية الأخرى، مما يقلل من فعاليتها أو يزيد من خطر الآثار الجانبية، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤثر فيتامين K على أدوية الدم، مثل الوارفارين.

ولفت تركي إلى أن بعض المكملات قد تحتوي على مكونات غير مدرجة على الملصق، أو تكون ملوثة بمواد ضارة، مثل المعادن الثقيلة أو المنشطات.

منتجات غير آمنة

كشف تركي أن بعض المكملات، مثل مكملات الكافيين أو حوارق الدهون، قد تزيد من معدل ضربات القلب أو تؤثر على ضغط الدم، مما قد يكون خطيرًا على مرضى القلب، منبها إلى أن هناك تطبيقات تروج لبعض المكملات غير الخاضعة للرقابة الصارمة من قِبل الجهات الصحية، مما يعني احتمال وجود منتجات غير آمنة أو غير فعالة في السوق، ومؤكدا أن الاعتماد على المكملات بدلًا من الطعام الصحي قد يؤدي إلى نقص التغذية الطبيعية، حيث إن الجسم يمتص الفيتامينات والمعادن من الأطعمة بشكل أفضل من المكملات.

عناصر غذائية

نصح أخصائي التغذية الدكتور عبد الرحيم منصور بضرورة استشارة طبيب مختص قبل تناول المكملات الغذائية، لتجنب مخاطرها، خاصة إذا كان الشخص يتناول أدوية أخرى، لذلك لا بد من الالتزام بالجرعات الموصى بها، وتجنب الجرعات العالية دون إشراف طبي. كذلك لا بد من اختيار مكملات من شركات موثوقة ومُعتمدة من الجهات الصحية، مع التركيز على الحصول على العناصر الغذائية من الطعام الطبيعي قبل اللجوء إلى المكملات.

وأشار إلى أن البعض من التطبيقات تستغل شهر رمضان للترويج لمكملات غذائية على أنها تساعد على عملية هضم الطعام، وفي الواقع غالبية هذه المكملات مجرد مجموعة من الفتيامينات والأنزيمات، لذلك لا بد من معرفة مكونات هذه المكملات وآثارها قبل أخذها، حيث إن تناول بعض المكملات، مثل الفيتامينات والمعادن بجرعات عالية، قد يسبب اضطرابات في المعدة أو غثيانًا أو إسهالًا، خاصة إذا تم تناولها على معدة فارغة عند الإفطار أو السحور.

مصادر طبيعية

أكد منصور أن البعض منها له تأثيرات سلبية على الكلى والكبد، فالإفراط في تناول البروتينات أو المكملات التي تحتوي على الكرياتين قد يضع ضغطًا على الكلى، وبعض المكملات العشبية قد تؤثر على وظائف الكبد، خصوصًا عند استخدامها مع أدوية أخرى، مع تسببها في ارتفاع مستويات بعض العناصر بالدم واضطراب مستوى السكر، إذ إن بعض المكملات، مثل أحماض BCAA أو مكملات الطاقة، قد تؤثر على مستويات السكر في الدم، وهو أمر خطير لمرضى السكري.

وأوضح أنه في حالة الحاجة إلى مكملات غذائية في رمضان، فمن الأفضل الحصول عليها من مصادر طبيعية، مثل الفواكه والخضراوات واللحوم والمكسرات، بدلا من اللجوء إلى المنتجات الصناعية دون ضرورة.

نقلاً عن : الوطن السعودية