شهدت أول جلسة لهذا الأسبوع في “وول ستريت” هبوطاً حاداً بعدما انتشرت مخاوف جدية من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة بسبب الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وشهدت أسهم التكنولوجيا أكبر انخفاض يومي منذ عام 2022 في خسائر تجاوزت التريليون دولار في القيمة السوقية لمؤشر “ناسداك 100” الذي يقيس أكبر 100 شركة تكنولوجية، بحسب بيانات وكالة “بلومبيرغ”.

أكبر الخسائر بـ”تيسلا”

وكانت أكبر الخسائر تكبدتها أسهم شركة “تيسلا” التابعة للملياردير إيلون ماسك، إذ هوت بنسبة 15 في المئة في جلسة أمس الإثنين، بينما تكبدت أكبر شركتين بالعالم، “أبل” و”إنفيديا” خسائر بنسبة 5 في المئة لكلتيهما تقريباً، فيما تراجعت الأسهم التكنولوجيا الكبرى الأخرى، أو ما يعرف بـ”السبعة الكبار” في قطاع التكنولوجيا بنسب بين 2.5 في المئة إلى 4 في المئة.

وكان يوم إثنين سيئ آخر في الأسواق الأميركية بعد سلسلة من الخسائر التي مُنيت بها “وول ستريت” في الأسابيع الأخيرة بعدما بدأ ترمب في فرض رسوم تجارية على حلفاء الولايات المتحدة وخصومها، مما ترك الأسواق في حال عدم يقين أدت إلى الهبوط العنيف للأسهم.

هبوط لمستويات العامين

سجل مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ الـ18 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما انخفض مؤشر “ناسداك” المركب بنسبة 4 في المئة، وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ سبتمبر (أيلول) 2022.

 

وأصبح مؤشر “ستاندرد أند بورز” منخفضاً بنسبة 8.6 في المئة من أعلى مستوى إغلاق قياسي له منذ أقل من شهر، بينما انخفض مؤشر ناسداك المحمل بالتكنولوجيا بأكثر من 10 في المئة عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له في الـ19 من ديسمبر الماضي.

مؤشر الخوف يرتفع

وارتفع مقياس الخوف بصورة كبيرة في “وول ستريت” وسط حال من القلق بعدما قال ترمب إنه قد يكون هناك بعض الألم في الأمد القريب في الأسواق مع سعيه إلى إعادة ترتيب توازن التجارة العالمية. كما تردد ترمب في الإجابة عن سؤال متعلق بالركود، وقال إن ما يعرفه أن الاقتصاد الأميركي سيصبح أقوى والناس أغنى، وهو ما ترك علامات استفهام كبيرة حول مستقبل غير واضح حتى للإدارة الأميركية.

صدمة المستثمرين

ويعيش المستثمرون أشبه بالصدمة بما يجري في البورصات الأميركية، حيث يأتي ذلك الهبوط بعد أقل من شهرين من رئاسة ترمب، الذي كان موضع ترحيب في “وول ستريت” وانتعشت التداولات عند دخوله البيت الأبيض. فقد كان الرهان أن خططه لخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية قد تعطي السوق دفعة قوية إلى الأمام، لكن لم تكن الأسواق تحتسب الرسوم الجمركية والحرب الشرسة التي يخوضها ضد أهم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، كندا والمكسيك والصين، ولاحقاً الاتحاد الأوروبي.

فوضى إدارة ترمب

وكشفت خطة ترمب عن حال من الفوضى في اتخاذ القرارات، فما أن وضع قراراته للرسوم الجمركية على كندا والمكسيك حتى تراجع سريعاً عنها، وأعطى مهلة شهر إضافية لفرضها، بعدما ارتفع صرخة قطاعات مهمة مثل السيارات والزراعة.

وأكثر ما يخيف الأسواق حالياً هي عدم القدرة على احتساب تأثير الرسوم الجمركية بدقة، فهي قد تعيد التضخم للاشتعال من جديد، وما قد يعنيه من رفع للفائدة مجدداً.

“المركزي” قلق أيضاً

وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول قد ترك مستقبل الفائدة معلقاً عندما قال إن الرسوم الجمركية تتطلب مزيداً من التأني لمعرفة مسار التضخم، وهو ما فسر بالأسواق بأن “الفيدرالي” ربما لن يخفض الفائدة كما كان متوقعاً.

ومن المقرر أن يجتمع ترمب مع كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاعات الأعمال الأميركية اليوم الثلاثاء، إذ سيتبين من اللقاء ما الإشارات التي سيرسلها حول خططه المستقبلية في الحرب التجارية والرسوم الجمركية وملف الضرائب وغيرها.

نقلاً عن : اندبندنت عربية