الزاد

















































تخوف كبير يشعر به محبو وأهالى مدينة مرسى مطروح، عاصمة محافظة مطروح، من عملية توسعة كورنيش المدينة خاصة المنطقة بين المينا القديم وحتى شاطئ الليدو «الكورنيش القديم»، وسبب التخوف هو التعدى على شاطئ البحر خلال تلك التوسعة والكل يعلم أن شواطئ مطروح تتمتع بجمالها ورمالها البيضاء، وفى هذه الحالة سوف نفتقد جميعا شواطئ مطروح القديمة والتى تعد من أجمل شواطئ العالم، وبالتالى لا بد من الحذر عند التعامل فى هذه المنطقة ومراعاة أهمية تلك الشواطئ وسحر الطبيعة فيها، وكنت أتمنى أن يتحول الكورنيش لاتجاه واحد، على ألا نقترب من الرصيف الذى يعد ممشى لكل عشاق مطروح وليس أهلها فقط.
الشئ الثانى الذى يخشاه المواطن فى مطروح هو بناء محال تجارية على البحر تحجب الرؤية عن الناس، كما حدث فى جزء من كورنيش الإسكندرية.
وبالتالى كل ما يتمناه المواطن فى مطروح هو عدم الاقتراب من مساحة الرؤية البصرية للشاطئ.
الشئ الثالث الذى يثير تخوف الناس هو التوسع فى إقامة صدادات الأمواج ما قد يغير من طبيعة البحر نفسه، خاصة أن شواطئ مدينة مرسى مطروح القديمة من الميناء القديم وحتى شاطئ البوسيت تحميها مجموعة من الصخور الطبيعية تحول بين البحر الكبير وتلك الشواطئ وتلك الصخور ممتدة من شاطئ روميل وحتى شاطئ الغرام فيما يشبه الجزر الصغيرة التى تحمى الشواطئ، أحد أبناء مطروح اقترح الاستعانة بأدوات التكريك التى تقوم بإخراج رمال من عمق البحر ووضعها على الشواطئ ما يؤدى إلى اتساع رقعة الشاطئ، وعودته إلى طبيعته التى هى عبارة عن رمال بيضاء ساحرة.
كورنيش مطروح يحتاج إلى التعامل معه بمشرط الجراح.
وكنت أتمنى قبل القيام بهذا المشروع الاستعانة بأبناء مطروح والاستماع لوجهة نظرهم، وأبناء مطروح منهم كثير من المهندسين والمثقفين وأصحاب الخبرة.
مطروح مثلها مثل كل المدن العالمية ذات الطبيعة الخاصة فى كل شىء وأتمنى ألا تقودنا فكرة التطوير إلى التشويه، كل بلاد العالم وأنا شخصيا زرت بعضها أهم شيء عندهم الحفاظ على الطبيعة شواطئ البحار والمحيطات وضفاف الأنهار. أعود وأكرر ابتعدوا عن الشاطئ وافعلوا أى شيء يحلو لكم.
التطوير لا يعنى أبدا الهدم والبناء، التطوير الحقيقى هو كيف نحافظ على مدننا وعلى طبيعة كل مدينة وكل شارع وحارة.
اتركوا مدينتى فى حالها، لا تحولوا بيننا وبين البحر، حيث تسكن ذكرياتنا على شواطئه، فى تلك الأماكن لنا حكايات وألبومات من الذكريات، فى تلك الأماكن عشنا وتلك الأماكن أيضًا مر بها زعماء وفنانون وسياسيون.
الشواطئ بالنسبة لنا كانت الساحة الرياضية حيث كنا نلعب الكرة، وكانت المكتبة حيث كنا نذهب بصحبة الكتاب للقراءة وكانت المدرسة حيث نذاكر دروسنا فى كثير من الأوقات، وكانت مكان السمر والفسحة، الكورنيش كان كل شيء لنا.
<<<
– فى النهاية أعرض لكم رأى أحد أبناء مطروح عمرو حجازى ممن هاجروا إلى أوربا، فهو يعيش هناك لكن قلبه مع مطروح حيث كتب على صفحته الشخصية تحت عنوان (أفكار ونصائح فى حب بلدي).
أنا أعتقد أن ما يسمى بصدادات الأمواج داخل خليج مطروح فكرة غير موفقة نهائيا، ولا تمت للحفاظ على جمال الطبيعة بصلة.
خليج مطروح المدينة مغلق طبيعيا بجبل روميل وامتداد صخوره حتى قبل شاطئ الغرام بقليل (فقط منطقة البوغاز مفتوحة) وتحمى هذه الصخور حتى فى الشتاء الخليج من تقلبات الرياح والأمواج، وبالتالى يجب إزالة هذه الصدادات داخل الخليج بسرعة ورفعها من التصميمات المستقبلية لتطوير الشاطئ.
الأمر الأخطر أن الصدادات هذه تمنع تجدد الرمال فى قاع الخليج وكذلك رمال الشاطئ، وإذا تغير لون الرمال إلى الأغمق فسنفقد جمال ألوان خليجنا المتميز.
من وجهة نظرى الحل الوحيد الحالى لإنقاذ شواطئ مطروح المغلقه هى:
– تحديد عدد مرتادى الشاطئ فى الصيف، شماسى صف واحد فقط، بين الشمسية والأخرى عدة أمتار، عدد محدد ثم يغلق الشاطئ بعد اكتمال العدد،  القطار إن لم يكن لك مقعد فلا تستطيع الركوب.
– إزالة كل ما تسطيع المحافظة إزالته من مبان خرسانية بحرى الكورنيش القديم.
– إزالة كل مبانى المعسكرات والتى كانت خيما قديما من على شاطئ مطروح الداخلى وتحويلها لبحيرة المينا الجديدة غرب مطروح على الشارع المؤدى لشارع شاطئ الغرام.




















نقلاً عن : الوفد