تشهد تونس انتشارًا واسعًا لأبراج الاتصالات التي يفوق عددها سبعة آلاف برج، ومع دخول تكنولوجيا الجيل الخامس، تزداد الحاجة إلى تعزيز البنية التحتية، ما يفرض نصب المزيد من هذه الأبراج في المناطق السكنية. هذا الانتشار يثير جدلًا واسعًا بين المواطنين، إذ يخشى البعض من تأثير الحقول الكهرومغناطيسية المنبعثة منها على الصحة، بينما يرى آخرون أنها ضرورية لضمان جودة التغطية.

أبراج الاتصالات

الوكالة الوطنية لتقييم الأخطار تتلقى سنويًا عشرات الشكاوى من السكان الذين يعبرون عن قلقهم من احتمال ارتباط هذه الأبراج بأمراض خطيرة مثل السرطان. في المقابل، يؤكد خبراء الاتصالات أن الأبراج تخضع لمعايير رقابية صارمة، ولا توجد أدلة علمية قاطعة تثبت خطورتها.

يواجه بعض مالكي العقارات الذين يسمحون بتركيب الأبراج على أسطح منازلهم انتقادات من الجيران، رغم حصولهم على عوائد مالية مجزية، مما أدى في بعض الحالات إلى نزاعات قضائية. من جهتها، تشدد السلطات التونسية على احترام المعايير الدولية، مؤكدة أن مستويات الإشعاع الصادرة عن الأبراج في تونس أقل بكثير من الحدود المسموح بها عالميًا.

وبين الحاجة إلى تحسين خدمات الاتصالات والمخاوف الصحية، يبقى الجدل حول هذه الأبراج مستمرًا، وسط مطالبات بإيجاد حلول توازن بين التطور التكنولوجي وصحة المواطنين.