أكد فيليب بابتيست، وزير التعليم العالي الفرنسي، أن العلاقات الأكاديمية والعلمية بين فرنسا ومصر تمثل تاريخًا طويلًا من التعاون المثمر، الذي أسفر عن نتائج بارزة في مجالات التدريب، البحث العلمي، والابتكار. وأشار إلى أن مرور 35 عامًا على تأسيس كلية الحقوق التابعة لجامعة السوربون داخل جامعة القاهرة يعد مثالًا حيًا على استمرارية الثقافة القانونية بين البلدين، والتي تستمد جذورها من مدرسة الحقوق الخديوية التي تأسست عام 1868.
تعاون مشترك بين البلدين
وأوضح الوزير الفرنسي أن التعاون بين البلدين لا يقتصر فقط على المجال القانوني، بل يشمل مجالات الآثار والحفاظ على التراث. إذ تتعاون فرق العمل الفرنسية والمصرية في تطوير تقنيات حديثة مثل المسح التصويري والتصوير ثلاثي الأبعاد، في مواقع أثرية هامة مثل وادي النبلاء ووادي الملوك، وهو ما يعكس التاريخ المشترك والثقة المتبادلة بين الطرفين.
وأعرب بابتيست عن سعادته بالتواجد في جامعة القاهرة، التي أسهمت بشكل كبير في إثراء الحياة الثقافية، وخرجت رموزًا بارزة مثل الأديب العالمي نجيب محفوظ. وأكد أن الملتقى المصري الفرنسي الذي انعقد في الجامعة يعكس متانة التعاون بين البلدين ويعبر عن التزام الرئيسين عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون بتعميق هذا التعاون.
وتناول الوزير التحديات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم، مثل التحولات التكنولوجية، التغيرات المناخية، والأزمات الصحية. وأشار إلى أن مصر، بما تملكه من طاقات شبابية واعدة، تعد مصدرًا هامًا للكفاءات ولها دور محوري في الإقليم. وأكد أن هذه التحديات تتطلب شراكة استراتيجية عميقة وهيكلة جديدة للعلاقة بين البلدين.
اختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أهمية الملتقى في تعزيز الروابط بين المؤسسات الأكاديمية في مصر وفرنسا، ورسم رؤى مستقبلية تسهم في تمكين الشباب في كلا البلدين من مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.