أثارت هزيمة ريال مدريد أمام أرسنال الإنجليزي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا غضب جماهير النادي الإسباني، بعد أداء اللاعبين المتراجع والذي يضع الفريق في موقف صعب، إذ باتت فرصهم في التأهل إلى نصف النهائي ضئيلة. وتواجه ريال مدريد مهمة شاقة في مباراة الإياب على ملعب “سانتياغو برنابيو”، حيث يتطلب منهم الفوز بفارق أربعة أهداف، في حين يكفي أرسنال التعادل أو الخسارة بفارق هدفين للتأهل.

تمكن أرسنال من الفوز بثلاثية نظيفة على ريال مدريد في ملعب “الإمارات”، مما يقلل من فرص الفريق الإسباني في تحقيق اللقب الـ16 في تاريخه. سجل أهداف أرسنال في الشوط الثاني ديكلان رايس (هدفين) من ضربتين حرتين، إضافة إلى هدف ثالث من ميكيل مورينو بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء.

وكانت تصريحات كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، قبيل المباراة قد أثارت الجدل، حيث أكد أن أرسنال فريق خطير في الكرات الثابتة وأن فريقه يمتلك القدرة على استغلال نفس السلاح. إلا أن أرسنال رد بشكل قاسي على هذه التصريحات، بتسجيل هدفين من ركلتين ثابتتين، عجز حارس مرمى ريال مدريد عن التصدي لهما، وذلك بفضل تعليمات مدرب الضربات الثابتة في الفريق الإنجليزي، نيكولاس غوفر.

وقال رايس بعد المباراة إنه كان واثقاً من تسجيل الأهداف، لكن في البداية كان يخطط للتمرير العرضي، ثم قرر التسديد بعدما شاهد تمركز الحائط البشري وحارس مرمى ريال مدريد.

وفيما يخص مباراة الإياب، قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لأرسنال، إن فريقه لعب مباراة مذهلة وكان لديه دافع كبير للفوز، مشيراً إلى أهمية إثبات قدرتهم على تكرار هذا الأداء في “سانتياغو برنابيو”. بينما اعترف أنشيلوتي بصعوبة العودة في المباراة، حيث أشار إلى أن فريقه سيبذل أقصى جهد ممكن في الإياب رغم أن احتمالات التأهل ضئيلة.

وأضاف أنشيلوتي أنه رغم الأداء المخيب للآمال، فإن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، وأن فريقه يجب أن يتحلى بالثقة لأن كل شيء وارد في مباراة الإياب على أرضهم في برنابيو.

جماهير ريال مدريد كانت تأمل في التتويج بدوري أبطال أوروبا لإنقاذ الموسم، بعد تراجع المستوى في الدوري الإسباني وابتعاد برشلونة بصدارة الترتيب. كما يواصل الفريق المنافسة على كأس ملك إسبانيا، ولكن المباراة النهائية أمام برشلونة ستكون اختبارًا صعبًا للغاية.

وقد تكون هذه الهزيمة سببًا آخر قد يسرع من قرار إدارة النادي بشأن مستقبل أنشيلوتي، خاصة بعد التقارير الصحافية التي تشير إلى احتمال رحيله في حال عدم التأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المباراة كانت الثالثة بين الفريقين في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حيث التقيا سابقًا في دور الـ16 في نسخة 2006، وفاز أرسنال ذهابًا 1-0، وتعادلا إيابًا سلبياً، ليتأهل الفريق الإنجليزي آنذاك إلى النهائي، ولكنه خسر أمام برشلونة.