نفى الدكتور محمد صدقي، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بجامعة الأزهر، ما يُشاع حول تسبب بخاخات الجهاز التنفسي في الإدمان، مؤكدًا أن هذا الاعتقاد خاطئ، نظرًا لأن تأثير هذه البخاخات موضعي ويصل مباشرة إلى الرئتين دون أن ينتشر في الجسم كما تفعل الأدوية الفموية.
وخلال لقائه ببرنامج “أنا وهو وهي” على قناة “صدى البلد”، أوضح صدقي أن شعور بعض المرضى بالراحة النفسية عند استخدام نوع معين من البخاخات لا يُعد إدمانًا بالمعنى الطبي، بل هو استجابة نفسية طبيعية ومقبولة.
وأشار إلى أن التشخيص الجيد لأي حالة يتطلب تحديد مدى شدتها، سواء كانت خفيفة أو متوسطة أو شديدة، مؤكدًا أن نجاح العلاج يعتمد على شراكة بين الطبيب والمريض، حيث يتحمل كل منهما 50% من المسؤولية. ومن جانب المريض، يجب تجنب مثيرات الحساسية مثل الدخان، الأتربة، العطور، والتعامل المباشر مع المصابين بالعدوى، إلى جانب الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل النوم الجيد والتغذية السليمة.
وأكد الدكتور صدقي على أهمية البُعد النفسي في التعامل مع المرضى، خصوصًا أولئك المصابين بأمراض مزمنة والذين يستخدمون البخاخات بشكل دائم. ولفت إلى أن بعض المرضى قد يرفضون أنواعًا معينة من البخاخات نتيجة تجارب سابقة أو لأسباب نفسية بحتة، ما يتطلب من الطبيب تفهم هذه الجوانب عند وضع خطة العلاج.
واختتم بالتأكيد على أن نجاح علاج الأمراض المزمنة يعتمد بشكل أساسي على دقة التشخيص والتواصل الإنساني مع المريض، لضمان التزامه بالخطة العلاجية على المدى الطويل.