وجهت كامالا هاريس انتقادات حادة لدونالد ترمب في ملف حقوق النساء والإجهاض الذي يعد شائكاً في حملة رئاسية تشهد تنافساً محتدماً، مع تكثيف المرشحين حملاتهما في غرب البلاد.
قبل أيام من موعد الاقتراع في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تخوض نائبة الرئيس الديمقراطية والرئيس الجمهوري السابق سباقاً محموماً في الولايات السبع “المتأرجحة” التي من شأنها حسم النتيجة.
وهما يتواجدان الخميس في ولايتي نيفادا وأريزونا المتأرجحتين الواقعتين في جنوب غرب البلاد، في محاولة لحشد تأييد الناخبين المتحدرين من أصول لاتينية، علما أن أعداد هؤلاء آخذة في التزايد.
وتسعى هاريس البالغة 60 سنة إلى تعبئة الناخبات بتعهدها إعادة تفعيل الحق في الإجهاض على المستوى الفيدرالي، في مواجهة ترمب (78 سنة) الذي غالباً ما يدلي بتصريحات تنطوي على تحيز جنسي والصادر بحقه حكم قضائي في نيويورك في العام 2023 بتغريمه عشرات ملايين الدولارات لإدانته باعتداء جنسي.
خلال تجمع في مدينة فينيكس، اتهمت هاريس خصمها بأنه “بكل بساطة لا يحترم حرية النساء وذكاءهن في معرفة ما هو الأفضل لهن واتخاذ قرار مستنير”. وقالت هاريس “نحن نثق بالنساء”، وقد وجهت في نهاية خطابها التحية لمناصرات متحدرات من أصول مختلفة اجتمعن في القاعة.
الخميس، نشر الديمقراطيون مقطعاً من تجمع شارك فيه الأربعاء وسخر خلاله من مستشاريه الذين يطالبونه بالكف عن تقديم نفسه على أنه “حام” للنساء، حيث يقول “سأفعل ذلك سواء أحبت النساء ذلك أو لا”.
في مدينة ماديسون في ولاية ويسكونسن، نددت هاريس بتصريحات خصمها، واصفة إياها بأنها “مهينة جداً”.
اتهامات متبادلة
وتشهد الحملة منذ أسابيع اتهامات متبادلة بين المرشحين بتقسيم البلاد المستقطبة سياسياً إلى أقصى حد، وفق استطلاعات الرأي.
في حين جعل ترمب من مكافحة الهجرة غير النظامية عنواناً رئيسياً لحملته الانتخابية، تعهد الملياردير الجمهوري مجدداً وضع حد لـ”غزو” ملايين المهاجرين غير النظاميين وطردهم.
في مدينة ألباكيركي في ولاية نيو مكسيكو القريبة من الحدود المكسيكية، أقام ترمب رابطاً مباشراً بين الهجرة والجريمة من خلال وصف المهاجرين غير النظاميين بأنهم “قتلة”، متهماً هؤلاء بـ”إطلاق العنان لجنونهم القاتل في جميع أنحاء الولايات المتحدة”.
وقالت هاريس “إنه يهين المتحدرين من أصول لاتينية، ويجعل من المهاجرين كبش فداء. إنه لا يقول ذلك فحسب، بل هذا ما سيفعله” إذا انتُخب رئيساً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرئيس السابق ذو الخطابات المطولة، وجه انتقادات للقادة الديمقراطيين لا سيما الرئيس جو بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما، وخصوصاً منافسته هاريس التي اعتبر أن سياستها “الحدود المفتوحة” مع المكسيك فاشلة تماماً.
جدل “القمامة”
وواصل ترمب تأجيج الجدل الذي أثاره الأحد في نيويورك فكاهي وصف بورتوريكو بأنها “جزيرة قمامة عائمة”.
وفي محاولته انتقاد التوصيف وصف بايدن الثلاثاء أنصار ترمب بأنهم “قمامة”، لتحاول بعدها هاريس تصويب التعبير.
ويجري مقدم البرامج اليميني المتشدد تاكر كارسلون مقابلة الخميس مع دونالد ترمب في أريزونا، يعقبها تجمع انتخابي في ولاية نيفادا المجاورة.
وتواصل المرشحة الديمقراطية حشد مشاهير عدة من بينهم جنيفر لوبيز في لقاء انتخابي في لاس فيغاس في ولاية نيفادا وفرقة “تيغريس ديل نورتي” في فينيكس في ولاية أريزونا.
وأدلى نحو 63 مليون شخص بأصواتهم مبكراً أو بواسطة البريد، وهو رقم يناهز ثلث إجمالي عدد الناخبين قبل أربع سنوات.
يانصيب المليون دولار
في المراحل الأخيرة للحملة، يمكن للملياردير الجمهوري الاعتماد على دعم نشط للغاية يوفره له إيلون ماسك، ما أوقع الأخير في متاعب قضائية.
عقدت جلسة استماع الخميس في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، في غياب مؤسس تيسلا وسبايس إكس الذي تم استدعاؤه لشرح يانصيب المليون دولار الذي أطلقه لمكافأة ناخبين جمهوريين على أساس يومي في ولاية رئيسية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات تتزايد المخاوف من احتمال حصول احتجاجات عنيفة على النتيجة إذا لم يفز دونالد ترمب.
مراكز الاقتراع تحولت إلى حصون
وفي مؤشر إلى هذا التوتر السائد تحولت مراكز الاقتراع في مناطق تشهد منافسة شرسة وكانت موضع توتر كبير في الانتخابات الماضية، إلى حصون يحميها سياج فولاذي وأجهزة كشف معادن.
وبدأ الرئيس الجمهوري السابق الذي لم يقر حتى الآن بهزيمته في اقتراع العام 2020، التحدث عن “غش” في بنسلفانيا، إحدى الولايات الرئيسية الواقعة في شمال شرق البلاد.
وفي جورجيا، حيث يحاكم بتهمة محاولة التدخل لقلب نتائج استحقاق العام 2020، أكد مسؤول الانتخابات براد رافنسبرغر في تصريح لشبكة “سي أن أن” الخميس أن كل نتائج هذه الولاية الرئيسية ستعرف قبل بزوغ فجر السادس من نوفمبر.
نقلاً عن : اندبندنت عربية