أدى تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى توقف الصين، أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، عن استيراد الغاز الأميركي بشكل كامل. هذا القرار جاء في أعقاب فرض الصين تعريفة جمركية ضخمة على الغاز الأميركي وصلت إلى 49%، وهو ما جعل الغاز الأميركي غير اقتصادي بالنسبة للمستوردين الصينيين.
التعريفة الجمركية بين الصين وأميركا
منذ بداية الأزمة التجارية بين البلدين، فرضت الولايات المتحدة عدة حزم من التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال. وبالتوازي مع هذا، فرضت الصين على الغاز الأميركي رسومًا بنسبة 15% منذ فبراير الماضي، وهو ما تسبّب في توقف استيراد الغاز الأميركي بشكل فعلي من الصين منذ حوالي 10 أسابيع، حيث لم تصل أي شحنات جديدة منذ آخر شحنة في فبراير.
كانت هذه ليست المرة الأولى التي تُوقف فيها الصين استيراد الغاز الأميركي، إذ شهدت تلك الظاهرة خلال رئاسة ترامب السابقة، ولكن هذه المرة، توقّع المحللون أن يستمر هذا الحظر لفترة أطول بسبب التوترات التجارية الحالية وضعف النمو الاقتصادي في الصين.
وفي إطار سعيها لتنويع مصادر الطاقة، تتجه الصين إلى زيادة وارداتها من روسيا وقطر، اللتين تصدّران الغاز بشكل مستمر إلى الصين. كما تشهد العلاقات بين الصين وروسيا تطورًا ملحوظًا في قطاع الطاقة، مع توقيع اتفاقيات جديدة لزيادة إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب.
التداعيات المحتملة لهذا التوقف على سوق الغاز العالمي ستكون متعددة، حيث يمكن أن تشهد الأسواق تحولًا في مسارات التجارة، خاصة في أسواق الغاز الآسيوية، ما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب في المنطقة بحوالي 5 إلى 10 ملايين طن، وهو ما يمكن أن يضغط على أسعار الغاز في أوروبا.
أما بالنسبة لأوروبا، فقد تقلّص الطلب على الغاز الأميركي في الفترة الأخيرة، حيث استوردت أقل كمية من الغاز الطبيعي المسال الأميركي في العام الماضي بسبب تزايد الواردات عبر خطوط الأنابيب وارتفاع المخزونات الأوروبية. علاوة على ذلك، نظرًا للأسعار المرتفعة للغاز الأميركي مقارنةً بمصادر أخرى، من المحتمل أن تستمر أوروبا في البحث عن بدائل أرخص لتلبية احتياجاتها من الغاز.
يُتوقع أن تؤثر هذه التغيرات بشكل كبير على خطط الإنتاج والتوسع في محطات الغاز الأميركي، خصوصًا في ضوء التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى أوروبا في العام 2025، وهو ما قد يتغير بسبب هذه التحولات في السوق.