كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعتي كامبريدج في المملكة المتحدة وفودان في الصين أن المراهقين الذين يلتزمون بالنوم المبكر ويحصلون على قسط كافٍ من النوم يظهرون مهارات إدراكية وعقلية أفضل مقارنة بزملائهم الذين يسهرون في أوقات متأخرة.

النوم المبكر

نشرت الدراسة في أبريل 2025، وأكدت على أن النوم له دور حيوي في تعزيز وظائف الدماغ وتحسين الأداء الأكاديمي للمراهقين. حيث شملت الدراسة 3200 مراهق تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا، وتم استخدام أجهزة «فيت بيت» لمتابعة أنماط نومهم ومدة النوم. كما أُجريت مسوحات دماغية لقياس حجم الدماغ ونشاطه.

وأظهرت النتائج أن المراهقين الذين يلتزمون بالنوم المبكر (7 ساعات و10 دقائق يوميًا) حققوا أداءً أفضل في اختبارات الإدراك، مع زيادة ملحوظة في حجم الدماغ وتحسن في وظائف المخ. وأوضح الباحثون أن النوم المبكر يساعد الدماغ على التخلص من السموم وتعزيز الروابط العصبية، مما يدعم الذاكرة والتعلم وحل المشكلات.

أما المراهقين الذين ينامون في أوقات متأخرة أو يحصلون على ساعات نوم أقل من الموصى بها، فقد أظهرت الدراسة انخفاضًا في أدائهم الإدراكي وارتباطًا بمشكلات نفسية أكبر.

وقد حث الباحثون، من بينهم البروفيسور جيانفينغ فينغ من جامعة فودان، أولياء الأمور والمدارس على تشجيع المراهقين على النوم المبكر وتحسين جودة نومهم. كما أوصوا بتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم وضبط مواعيد بدء الدراسة بما يتناسب مع الساعة البيولوجية للمراهقين.

تعد هذه الدراسة دعوة لتغيير السياسات التعليمية وتعزيز الوعي بأهمية النوم كعامل أساسي في تطور المراهقين الإدراكي والنفسي.