في معرضها الجديد الذي يختزل ثمانية أعوام من العمل الفني المتواصل، تكشف هلا شقير عن عالم فني فريد يتأرجح بين التجسيد والتجريد، ويستحضر جماليات الطبيعة عبر تفاصيلها الصغيرة: كائنات دقيقة، نباتات، ونقاط تتكاثر في هدوء مدروس.

معرض هلا شقير

تعتمد شقير على الريشة وحبر الأكريليك على القماش المجهز بطبقة جيسو ناعمة، في ممارسة تأملية تملأ الفراغ باللون والانسياب، بعيدًا عن المخطط المسبق. اللوحة تنمو بالبداهة والحدس، كأن اليد “تفكر” وتتبع صوتًا داخليًا خافتًا يقودها إلى عوالم فنية جديدة تتنفس حرية وفرادة.

في أعمالها الورقية الصغيرة ضمن سلسلة “بلا تفكير”، تمارس الفنانة حوارًا بصريًا مع الورق الأبيض، عبر الرسم، التلوين، التخريم، والإبرة والخيط، في تداخل حي بين الفنون البصرية والأشغال اليدوية، ما يعيد فتح سؤال العلاقة بين الفن النسوي والزمن والخامة واللمسة.

ويتقاطع معرضها مع تجربة يايوي كوساما من حيث استخدام النقطة والتكرار، إلا أن شقير تمنح التكرار بُعدًا “سعيدًا”، يتسم بالتحكم والوعي واللعب، كما تحضر في أعمالها أصداء أغنيس مارتن وإيفا هيس، لكنها تبني عالمها الخاص، حيث تتناغم الفوضى الفردية مع دقة التكوين.

لوحاتها المليئة بالتموجات والأخاديد تشبه نسيجًا بصريًا دقيقًا ينبض بإيقاع طبيعي داخلي، كأنها تمثل الفلسفة التي تربط بين الميكروزوم والماكروزوم، حيث الجزء يعكس الكل في انسجام كوني فني.