كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Human Reproduction أن الفتيات اللاتي يتبعن نظامًا غذائيًا صحيًا في مرحلة الطفولة قد يكنّ أقل عرضة لبدء الدورة الشهرية في وقت مبكر، بغض النظر عن الطول أو مؤشر كتلة الجسم.
البلوغ المبكر: تحديات صحية تتجاوز النمو الجسدي
عادة ما تبدأ الفتيات مرحلة البلوغ بين سن 8 و13 عامًا، حيث تأتي الدورة الشهرية الأولى بعد حوالي عامين من بداية نمو الثدي. وعلى الرغم من أن البلوغ المبكر نادر، حيث يصيب 1% فقط من الأطفال، إلا أن البيانات تشير إلى تراجع سن بدء الحيض بشكل مستمر، حيث انخفض المتوسط من 12.1 عامًا في عام 1995 إلى 11.9 عامًا بين 2013 و2017. ويرتبط هذا التراجع بزيادة في خطر الإصابة بمجموعة من المشكلات الصحية مثل الاكتئاب، اضطرابات الأكل، إدمان المخدرات، السمنة، أمراض القلب، وسرطان الثدي.
كيف تؤثر العادات الغذائية على توقيت الدورة الشهرية؟
اعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 7500 فتاة تتراوح أعمارهن بين 9 و14 عامًا من دراستين أمريكيتين أُجريت بين عامي 1996 و2008. وقام الباحثون بتقييم:
جودة النظام الغذائي (مع منح نقاط أعلى للأطعمة مثل الخضروات، البقوليات، والحبوب الكاملة).
مدى التسبب بالالتهابات (مع منح نقاط أعلى للأطعمة مثل اللحوم المصنعة والمشروبات السكرية).
وأظهرت النتائج أن متوسط عمر بداية الدورة الشهرية كان 13.1 عامًا، ووجد الباحثون أن:
الفتيات اللواتي تناولن أنظمة غذائية صحية أكثر بدأن الدورة في سن أكبر.
الفتيات اللاتي تناولن أطعمة تثير الالتهابات بدأن الدورة في سن أصغر.
النظام الغذائي عامل مهم في تحديد موعد البلوغ
رغم أن الدراسة لا تُثبت وجود علاقة سببية مباشرة، إلا أنها تشير إلى وجود صلة محتملة بين الهرمونات الجنسية والنظام الغذائي. فالأطعمة الصحية قد تقلل من مستوى هرمون الإستروجين وبعض الهرمونات الأخرى، في حين أن الدهون الزائدة في الجسم تساهم في إنتاج هرمون اللبتين الذي يحفز مسارات الهرمونات المرتبطة بالبلوغ المبكر.
توصيات غذائية للفتيات في سن النمو
توصي الدكتورة إيرين هينيسي، المتخصصة في سمنة الأطفال، بعدد من النصائح لتبني أسلوب حياة صحي:
- التركيز على الصحة بشكل عام وليس الوزن فقط.
- اتباع نهج عائلي: الغذاء الصحي يجب أن يكون جزءًا من حياة الأسرة كلها.
- تجنب الضغط المفرط على الطعام والتحكم فيه.
- تقديم القدوة الجيدة: الأبوان يجب أن يكونوا نموذجًا غذائيًا جيدًا.
- إشراك الأطفال في تخطيط الوجبات.
كما توصي بالرجوع إلى برنامج MyPlate للحصول على إرشادات غذائية متوازنة تشمل: الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، البروتينات الصحية، ومنتجات الألبان منخفضة الدسم.
البلوغ: فرصة للتغيير وليس نهاية الطريق
من جهة أخرى، ترى الدكتورة راشيل هوتن، أخصائية الغدد الصماء للأطفال، أن مرحلة البلوغ تمثل وقتًا حاسمًا لتبني عادات صحية تشمل تحسين التغذية، النشاط البدني، النوم الجيد، وتقليل استخدام الشاشات. وتشير إلى أنه حتى الأطفال الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غير صحي في الماضي، يمكنهم التحول إلى أسلوب حياة صحي في هذه المرحلة الحاسمة.