انتهت واحدة من أعنف المواجهات بين الهند وباكستان في عدة عقود بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن وقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين. ومع ذلك، تبقى بعض التسميات والرمزيات المرتبطة بالعملية العسكرية مثيرة للاهتمام.
اختارت الهند تسمية “سيندور” للعملية العسكرية التي بدأت في السابع من مايو (أيار)، والتي استهدفت مواقع باكستانية باستخدام صواريخ عابرة للحدود. كما أن هناك رمزية أخرى تمثلت في المؤتمر الصحافي الذي نظمته الحكومة الهندية لأول مرة لمشاركة تفاصيل العملية. كان اختيار المسؤولين العسكريين للظهور على الإعلام لافتًا، حيث كان سكرتير الخارجية يتوسط المنصة بين عقيدتين: إحداهما مسلمة في القوات البرية الهندية، والأخرى من الأقلية السيخية ممثلة القوات الجوية.
“سيندور” ورسالة الانتقام
كان اختيار اسم “سيندور” محل تساؤلات، حيث أن “السيندور” هو صبغة حمراء أو برتقالية تضعها النساء الهنديات عند زواجهن لتحديد حالتهن الاجتماعية. يُقال أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هو من أطلق اسم “سيندور” على العملية، في إشارة إلى النساء اللواتي فقدن أزواجهن في الهجوم الإرهابي في باهالغام في 22 أبريل (نيسان). أرادت الحكومة الهندية إرسال رسالة بالعدالة والانتقام إلى الأرامل الهنديات اللاتي فقدن أزواجهن في الهجوم، معتبرة أن هذه العملية هي بمثابة “السيندور” الذي أُعيد إلىهن.
النساء في قلب الرسالة
كما كانت رسالة الحكومة الهندية واضحة تمامًا من خلال ظهور العقيدتين، فياميكا سينغ وصوفيا قريشي، في المؤتمر الصحافي. هذا الظهور يُعد تأكيدًا على أن النساء الهنديات، بغض النظر عن ديانتهن، موحدات في الدفاع عن حقهن في الانتقام للأرامل. في هذا السياق، تم التأكيد على أن الهند لم تتنازل عن حقوق مواطنيها، مع الإشارة إلى التماسك الوطني بين المسلمين والسيخ.
إشراك النساء في القيادة
الظهور الأول لمؤتمر صحافي يتناول عملية عسكرية واسعة النطاق بقيادة ضابطات في الجيش الهندي هو حدث تاريخي، حيث تميزت هذه العملية بمشاركة العقيد صوفيا قريشي، التي تعمل في سلاح الإشارة، وقائد الجناح فياميكا سينغ، طيارة مروحيات ذات خبرة واسعة. هذا الحدث يعكس التقدم الكبير للنساء في الجيش الهندي ويبرز دورهن القيادي في العمليات العسكرية.