في الثاني من أبريل 2024، تألق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بتسجيله ثلاثية وصناعته هدفاً آخر خلال فوز النصر التاريخي على أبها بنتيجة 8-0 في الجولة الـ26 من الدوري السعودي. لكن بعد مرور 13 شهراً، وفي غيابه عن مواجهة الأخدود، تجاوز النصر هذا الإنجاز بفوز أعرض بنتيجة 9-0، في الجولة الـ31 من موسم 2024، ما أثار موجة من التساؤلات والجدل حول مستقبل رونالدو مع الفريق.
غياب رونالدو، الذي أُرجع إلى مشكلات بدنية، ترافق مع أداء هجومي لافت للفريق، حيث ظهر النصر أكثر جماعية وتنظيماً، وسجل أربعة أهداف في الشوط الأول عبر أربعة لاعبين مختلفين: أيمن يحيى، الكولومبي جون دوران، الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، والسنغالي ساديو ماني. وواصل الفريق هيمنته في الشوط الثاني، فأضاف دوران هدفه الثاني، فيما أحرز ماني “هاتريك” ليكمل رباعيته الشخصية، قبل أن يختتم محمد مران التسجيل من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.
بذلك الفوز العريض، رفع النصر رصيده إلى 63 نقطة، معززاً موقعه في المركز الثالث المؤهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، على بُعد خمس نقاط من الهلال صاحب المركز الثاني و11 نقطة عن المتصدر الاتحاد، قبل ثلاث جولات فقط من نهاية الموسم.
جاء هذا الأداء اللافت وسط انتقادات متزايدة لرونالدو، الذي فشل في التسجيل خلال آخر مباراتين له أمام القادسية والاتحاد، وخسر فيهما الفريق، مما يهدد موقعه في صدارة ترتيب الهدافين بتوقف رصيده عند 23 هدفاً، بينما يقترب كل من عبدالرزاق حمدالله وكريم بنزيما برصيد 21 هدفاً لكل منهما.
في المقابل، لمع نجم ساديو ماني، الذي سجل في آخر ثلاث مباريات سبعة أهداف، وقدم تمريرتين حاسمتين، ليعزز أرقامه منذ بداية الموسم، إلى جانب تسجيله لهدفين في دوري أبطال آسيا ضد يوكاهاما وكاواساكي اليابانيين.
اللافت أيضاً هو عودة المهاجم الكولومبي جون دوران إلى التسجيل بعد تراجع ملحوظ، وسط أحاديث عن أن وجود رونالدو يجبره على اللعب في غير مركزه الأساسي. وبغياب النجم البرتغالي، عاد دوران لموقعه الطبيعي كمهاجم صريح، وسجل هدفين أمام الأخدود، مما يعزز فرضية تأثر مردوده التكتيكي بوجود رونالدو.
النتيجة الكبيرة أمام الأخدود تعيد إلى الأذهان فوز الدور الأول بين الفريقين بنتيجة 3-1، حين سجل ماني هدفين وأضاف رونالدو الثالث من ركلة جزاء. لكنها تثير هذه المرة تساؤلات أكثر عمقاً: هل كان غياب رونالدو هو مفتاح الأداء الجماعي والانسيابي؟ وهل سيستمر الفريق بهذا المستوى في مواجهاته المقبلة أمام التعاون والخليج والفتح؟
مع اقتراب نهاية عقده في 30 يونيو المقبل، واستمرار الجدل بشأن استمراره من عدمه، يبدو أن مستقبل رونالدو مع النصر أصبح موضوعاً مفتوحاً على احتمالات عدة، يحددها أداء الفريق في الجولات القادمة ومدى استمرار تألق نجومه في غيابه.