«يا خبر»
كثيرا ما نتحدث عن المشروع الثقافى للدول وما له من دور فى بناء المجتمعات عبر تنشئة الإنسان وترسيخ القيم، وفى هذا السياق وأنا أكتب إليكم الآن من إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، حيث أحضر فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الثالثة والأربعين، وجدير بنا أن نحتفى بالمشروع الثقافى الكبير لإمارة الشارقة، هذا المشروع الذى آمن به ودعمه وأعطاه من عقله وقلبه ووقته سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات وحاكم الشارقة.
عن جدارة واستحقاق مشرف لكل ناطقى العربية، أرى الشارقة دوما عاصمة للثقافة العربية والإسلامية، حيث دشنت نموذجا فريدا للتجربة المعرفية عبر مشروع ثقافى امتد لأكثر من نصف قرن من الزمان، يكفى أن أقول لكم على سبيل المثال أن صديقا إعلاميا إماراتيا من الشارقة قال لى أنه لا يوجد بيت فى الشارقة يخلو من الكتاب، فى شتى صنوف المعرفة، حتى صار الكتاب جزءاً من أساسيات المنزل مثله مثل أدوات المعيشة، بل قال إن الشقق السكنية لأهل الشارقة تسلم وبها نواة لمكتبة صغيرة و على ساكن البيت أن ينميها.
فى هذه الدورة من معرض الشارقة الدولى للكتاب والذى يتصدر بحسب أحمد بن ركاض العامرى، الرئيس التنفيذى لهيئة الشارقة للكتاب، المركز الأول عالمياً، وللعام الرابع على التوالى، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر، أعلن حاكم الشارقة الانتهاء من المشروع اللغوى الكبير الذى يعد أكبر هدية للغة العربية و هو المعجم التاريخى للغة العربية فى أجزائه الـ127، والذى أعلن عن تدشينه فى معرض الشارقة أيضا و لكن قبل أربعة أعوام، كل ما تريده عن اللغة العربية وكنوزها وخباياها فى هذا المعجم التاريخى الكبير، توثيق عالى الدقة شارك فى إخراجه للنور به قرابة السبعمائة إنسان على اختلاف تخصصاتهم اللغوية، فى منظومة غاية فى الدقة والتحديث،أشرف عليها حاكم الشارقة بنفسه، و ليس خافيا أن للشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة أياد بيضاء على الكتاب فى أماكن متفرقة من العالم العربى، يكفى أن اذكركم بدوره فى ترميم و تجديد المجمع العلمى المصرى بعد حريق 2011، وهو الذى يعتبر مصر بلده الثانى، درس فيه و يعتز بالفترة التى قضاها فى جامعة القاهرة.
وهذا العام أيضا أعلن حاكم الشارقة، عن تدشين الموسوعة العربية العالمية فى العلوم و الآداب و الفنون و الإعلام، على أن يبدأ الإعداد لها فى هذا العام، هكذا يكون المشروع الثقافى، الذى تحدثنا عنه فى بداية حديثنا، النظر للقراءة و الكتابة و الكتاب على أنهم جزء من حياة الناس.
نقلاً عن : الوفد