فتح المؤشر الأوروبي اليوم الأربعاء على ارتفاع بعد ثلاث جلسات من التراجع بدفعة من أسهم شركات التشييد والبنوك، التي قادت التعافي العام للسوق خلال وقت انحسرت أثناءه الرهانات على الملاذات الآمنة بانحسار مخاوف جيوسياسية.
وصعد مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.6 في المئة بعد أن لامس أدنى مستوى خلال ثلاثة أشهر أمس الثلاثاء، مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن.
وبعد يوم من خفض روسيا للمعايير التي يمكن بموجبها شن ضربة نووية، ذكرت “رويترز” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على مناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بما يستبعد التنازل عن مساحات كبيرة من الأراضي وعن خطط كييف للانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وينصب التركيز على الشخصيات المختارة في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب لشغل مناصب رئيسة.
وخلال تلك الأثناء جاء أداء الأسهم البريطانية أقل من بقية الأسواق النظيرة داخل المنطقة، بعد أن جاء التضخم أعلى من هدف اثنين في المئة الشهر الماضي، بما يسلط الضوء على توخي بنك إنجلترا الحذر في ما يتعلق بخفض أسعار الفائدة.
لكن سهم مجموعة “سيدغ” البريطانية للبرمجيات قفز 17 في المئة بعد إعلان الشركة تسجيل أرباح تشغيلية للعام المالي بأكمله أفضل من المتوقع، ومع توقع الشركة مواصلة إحراز تقدم هذا العام.
أما سهم “فرانسيز دي جو” الفرنسية لليانصيب فهبط 5.5 في المئة بعد أن قالت وحدة “كريدي أغريكول” للتأمين إنها تعتزم بيع 2.2 في المئة من رأسمال الشركة.
التضخم في بريطانيا
في الأثناء، أظهرت البيانات الرسمية اليوم ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى خلال ستة أشهر خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقال المكتب الوطني البريطاني للإحصاء إن ارتفاع فواتير الطاقة المحلية دفع تضخم أسعار المستهلك إلى 2.3 في المئة خلال أكتوبر الماضي من 1.7 في المئة خلال الشهر السابق عليه.
وارتفاع التضخم بصورة عضال في قطاع الخدمات الذي يمثل نحو 80 في المئة من الاقتصاد البريطاني لم يساعد أيضاً، وتلك الزيادة أعلى من معدل التضخم الذي يستهدفه بنك إنجلترا وهو اثنان في المئة.
ورفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيس بواقع ربع نقطة مئوية إلى 4.75 في المئة (ثاني زيادة خلال ثلاثة أشهر)، بعدما تراجع التضخم إلى أدنى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2021.
غير أن محافظ البنك المركزي أندرو بايلي لفت إلى أن المعدلات قد لا تتراجع بسرعة كبيرة على مدار الأشهر المقبلة، ويرجع ذلك في جزء منه إلى أن إجراءات الموازنة التي وضعتها الحكومة العمالية الجديدة الشهر الماضي من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، أكثر من المتوقع من دونها.
“نيكاي” يغلق على تراجع
في غضون ذلك، أغلق مؤشر “نيكاي” الياباني اليوم على تراجع، إذ هيمن الحذر على المستثمرين قبل إعلان نتائج أعمال شركة “إنفيديا” الأميركية العملاقة خلال وقت لاحق من اليوم، والتي يخشى بعض من أنها ستأتي من دون التوقعات.
وأنهى “نيكاي” التعاملات على هبوط 0.2 في المئة مسجلاً 38352.34 نقطة، وأغلق مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً على انخفاض 0.4 في المئة عند 2698.29 نقطة.
ومن المقرر أن تعلن “إنفيديا” عملاقة الذكاء الاصطناعي وأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية نتائج أعمال الربع الثالث من العام الحالي بعد إغلاق “وول ستريت” اليوم، وهي نتائج ستعد مؤشراً واختباراً لقوة الطلب على الرقائق واستمرارية الإقبال الهائل على الذكاء الاصطناعي في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونزل سهم “طوكيو إلكترون” 0.6 في المئة وشكل بذلك ثاني أكبر ضغط على “نيكاي” بعد شركة “طوكيو مارين هولدنغز” للتأمين، التي هبط سهمها سبعة في المئة.
وتراجع سهم مجموعة “سوفت بنك” التي تركز على الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة 0.4 في المئة، لكن سهم “أدفانتست” التي تدرج “إنفيديا” ضمن عملائها تعافى وصعد 1.1 في المئة.
الذهب يتراجع
وفي أسواق المعادن الثمينة تراجعت أسعار الذهب اليوم عن أعلى مستوى خلال أسبوع مع ارتفاع الدولار، لكن زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن وسط تفاقم التوتر بين روسيا وأوكرانيا حدت من الخسائر.
وتراجع الذهب خلال المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 2622.22 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوى منذ الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري خلال وقت سابق من الجلسة، وانخفض سعر العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 2625.30 دولار للأوقية.
وتعافى الدولار بعد أن سجل أدنى مستوى خلال أسبوع، ويزيد ارتفاع الدولار من كلفة الذهب بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى.
ومن المتوقع أن يدلي عدد من مسؤولي مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بتصريحات هذا الأسبوع يمكن أن تقدم صورة أوضح حول الخطوات التالية في مسار خفض أسعار الفائدة.
ويتوقع المتعاملون حالياً بنسبة 59.1 في المئة خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وبنسبة 40.9 في المئة الإبقاء على الفائدة من دون تغيير.
وأثارت بيانات اقتصادية صدرت أخيراً داخل الولايات المتحدة وتوقعات بأن تطبق إدارة الحزب الجمهوري القادمة داخل الولايات المتحدة مزيداً من السياسات المسببة لزيادة التضخم احتمالات بأن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
ويشكل الذهب أداة للتحوط من التضخم لكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية المعدن الذي لا يدر عوائد.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة خلال المعاملات الفورية 0.9 في المئة إلى 30.93 دولار للأوقية، وهبط البلاتين 1.1 في المئة إلى 963.03 دولار، وتراجع البلاديوم أيضاً واحداً في المئة إلى 1025 دولاراً.
نقلاً عن : اندبندنت عربية