أثارت وفاة الملحن المصري محمد رحيم حالاً من الصدمة بعد أن وافته المنية خلال الساعات الأولى من صباح أمس السبت داخل منزله في محافظة الجيزة عن عمر ناهز 45 سنة، وثارت شكوك بعد معاينة الجثمان بوجود شبهة جنائية نظراً إلى تعرض الجسد لبعض العنف الذي ظهر في صورة كدمات وجروح وتورمات، مما استدعى التدخل الجنائي للكشف عن حقيقة الأمر واستبعاد أن تكون الوفاة طبيعية بأزمة قلبية كما تردد.
وأُجلت الجنازة التي كان مقرراً لها بعد ظهر أمس من مسجد الشرطة داخل حي الشيخ زايد في محافظة الجيزة، حتى يتم التحقق الكامل من سبب الوفاة.
وتلقت الأجهزة الأمنية بالجيزة إخطاراً بإبلاغ طاهر شقيق الملحن محمد رحيم قسم الهرم باشتباهه في وجود شبهة جنائية بوفاة شقيقه، وذلك بعد أن أظهر تقرير مفتش الصحة أن هناك كدمات وسحجات في جسده عقب الكشف المبدئي عليه.
وانتقل فريق من مباحث الجيزة والطب الشرعي ورجال الأدلة الجنائية إلى شقة الملحن الراحل في منطقة الهرم لإجراء معاينة للشقة ومناظرة الجثمان، في وجود عائلته بالكامل أثناء عملية المعاينة.
تفريغ الكاميرات
وفحصت الأجهزة الأمنية ملابسات الوفاة وفرغت كاميرات الشقة وما حولها وعاينت مخارج ومداخل المنزل والمقتنيات للوقوف على ملابسات الواقعة وبيان مدى وجود شبهة جنائية في وفاته من عدمه.
وأفاد تقرير مفتش الصحة بأنه من خلال الكشف الظاهري تبين وجود انتفاخ بالجسد بسبب مرور أكثر من 24 ساعة على الوفاة، ووجود زرقة شديدة بالوجه وخروج دم من الأنف ووجود خربشة بكف اليد اليمنى، مع وجود جرح بزاوية الفم اليسرى وآثار كدمات بالساق اليسرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد ساعات من الترقب والفحص الدقيق توصلت تحريات رجال مباحث إلى أنه ثبت بالدليل القاطع عدم وجود شبهة جنائية بوفاته، بعدما عاينت الشرطة الجثمان أمام جميع أفراد أسرته.
وأفادت التحريات أن الملحن الشاب توفي بسبب ظروف مرضية سابقة، وأن الجروح والخدوش لم تكن نتيجة شبهة جنائية بل حدثت نتيجة معاناته من أزمة صحية وتردده على المستشفى خلال الأشهر الأخيرة وإيداعه غرفة الرعاية المركزة. وأثبتت الأدلة والتحريات أن تفريغ كاميرات المراقبة لم يرصد دخول أو خروج أي شخص من الشقة وقت وفاة رحيم.
وانتهت التحقيقات والمعاينات إلى تصريح جهات التحقيق بدفن جثمان الملحن عقب إثبات الفحوصات التي أجرتها أن الوفاة طبيعية. وقررت جهات التحقيق حفظ القضية موقتاً مع الاحتفاظ بحق فتحها حال ظهور أدلة جديدة، وإبلاغ أسرة المتوفى بنتائج التحقيقات النهائية.
استدعاء الزوجة
وكان عدد من المقربين والنجوم وأصدقاء الراحل توجهوا إلى مكان الجنازة المعلن لكنهم انصرفوا بعد قرارات التأجيل، وقررت النيابة استدعاء زوجة الملحن الراحل وهي أنوسة كوتة وشقيقه والسائق الخاص به وحارس العقار للتحقيق في ملابسات الوفاة حتى اللحظات الأخيرة.
وتردد بقوة أن زوجة الراحل كانت موجودة في محافظة السويس وليست بمنزل الزوجية مع الراحل وقت الوفاة، وعادت بمجرد سماع الخبر وحضرت معاينة النيابة للشقة والجثمان.
النقابة لا تعلم
وفي تصريحات خاصة لـ”اندبندنت عربية” قال الفنان حلمي عبد الباقي عضو مجلس نقابة الموسيقيين المصرية إن “النقابة تتابع أولاً بأول ما يحدث في قضية وفاة الموسيقار محمد رحيم وكل الأمور التي لها علاقة بشبهات جنائية تخص جهات التحقيق، والنقابة ليس لديها معلومات في هذا الشأن، لكن هناك حال حزن وصدمة لوفاة الملحن الشاب، لأنه خلوق ومحبوب من الجميع”.
وأضاف عبدالباقي “رحيم لا يمكن أن يكون له أعداء أو شخص يبغضه لدرجة الإيذاء فهو يتمتع بحب الجميع، وإضافة إلى ذلك فهو شخصية مسالمة جداً ولم يقع في فخ خلافات أو شجار مع أي شخص من قبل”.
تعرض رحيم خلال الأشهر الأخيرة لذبحة صدرية ألزمته العناية المركزة داخل أحد المستشفيات وقام بتركيب قسطرة بالقلب، وتعافى وخرج واسترد صحته وواصل نشاطه الفني، وخلال الأيام الأخيرة كان متفاعلاً مع جمهوره.
ونعى عدد كبير من النجوم والمشاهير الملحن الراحل ومنهم عمرو دياب وروبي وتامر حسني وعزيز الشافعي ولطيفة والشاعر بهاء الدين محمد الذي كتب عبر صفحته على “فيسبوك” عن اللحظات الأخيرة في حياة الملحن محمد رحيم، موضحاً أنه تعرض لحال من الضغط كانت سبباً في الوفاة بصورة مفاجئة، وقال “محمد رحيم ارتاح، ثمن الضغط على الإحساس… الموت. اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه”.
ومحمد رحيم مطرب وملحن وموزع مصري ولد خلال التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 1979 وبرزت موهبته في التلحين منذ صغره، وجاءته الفرصة الذهبية عندما تعاون مع الفنانين عمرو دياب وحميد الشاعري في ألبوم “عودوني” عام 1998 من خلال أغنية “وغلاوتك” وكانت أول ألحانه التي نفذها وهو بعمر الـ19، وواصل التعاون مع دياب في ألبوم “أكتر واحد” عام 2001 باللحن الشهير “حبيبي ولا على باله”.
وتعاون رحيم مع عديد من المطربين أبرزهم نوال الزغبي وأنغام وأصالة نصري ومحمد حماقي وآمال ماهر وإليسا وحسين الجسمي وهشام عباس وخالد عجاج، وخالد سليم ومحمد محيي وسميرة سعيد وشيرين عبدالوهاب ووردة الجزائرية وآخرون.
نقلاً عن : اندبندنت عربية