مطارات لندن سيتي وبرمنغهام وبريستول للبيع

تستغل خطة معاشات المعلمين في أونتاريو (OTPP)، مالك صندوق التقاعد الكندي، انتعاش السفر الجوي من خلال عرض مجموعة من أصول الطيران الأوروبية للبيع، والتي قد تتجاوز قيمتها 10 مليارات جنيه إسترليني (12.5 مليار دولار)، وتشمل المحفظة المطروحة للبيع مطارات لندن سيتي وبرمنغهام وبريستول، إضافة إلى مطاري كوبنهاغن وبروكسل.

وتجري خطة معاشات المعلمين في أونتاريو، وهي واحدة من أكبر خطط التقاعد في العالم حالياً، محادثات مع المساهمين الأقلية الذين يمتلكون “حق الرفض الأول” لمدة 30 يوماً، وذلك لإمكان شراء حصصهم في هذه المطارات، ومع ذلك فقد يؤدي هذا البيع إلى دفع المساهمين الأقلية إلى بيع حصصهم أيضاً.

وبدأت خطة معاشات المعلمين في استطلاع آراء مقدمي العروض الآخرين، بما في ذلك المستثمر الأسترالي في البنية التحتية ماكواري حول احتمال الشراء.

ورفضت مصادر مطلعة على الوضع التعليق لصحيفة “تايمز” على التقييم الخاص بالمطارات المعروضة للبيع، لكن التحليلات تشير إلى أن قيمة المطارات الخمسة، بما في ذلك لندن سيتي وبرمنغهام وبريستول وكوبنهاغن وبروكسل تزيد على 10 مليارات جنيه إسترليني (12.5 مليار دولار).

ويمتلك صندوق معاشات المعلمين في أونتاريو حصصاً في هذه المطارات تراوح ما بين 25 و70 في المئة، مما يعني أن حصتها قد تزيد قيمتها على 3.5 مليار جنيه إسترليني (4.3 مليار دولار).

انتعاش سوق المطارات البريطانية

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد الطلب على السفر الجوي انتعاشاً أسرع من المتوقع منذ جائحة كورونا، إذ استقبل مطار هيثرو أعداداً قياسية من الركاب هذا الصيف، في حين أعلنت شركة “آي إيه جي”، مالكة الخطوط الجوية البريطانية، ارتفاع أرباحها خلال الشهر الجاري، مما يعكس التحسن الكبير في قطاع الطيران.

وخلال الأسبوع الماضي أعلنت شركة “غيت-2” تحقيق أرباح قياسية، ومن المتوقع أن تكشف شركة “إيزي غيت” عن أرقام سنوية قوية الأربعاء المقبل، فيما تأتي هذه النتائج في وقت يشهد قطاع الطيران انتعاشاً سريعاً عقب جائحة كورونا.

وشهدت ملكية بعض المطارات البريطانية تغييرات هذا العام مع التحضير لزيادة متوقعة في السفر الجوي، إذ وافق المستثمر الإسباني “فيروفيال” على بيع الجزء الأكبر من حصته المسيطرة في مطار هيثرو إلى اتحاد سعودي – فرنسي في مقابل 3.3 مليار جنيه إسترليني (4.1 مليار دولار).

وفي خطوة أخرى اشترت مجموعة البنية التحتية الفرنسية “فينسي” حصة 50.01 في المئة في مطار أدنبرة في مقابل 1.3 مليار جنيه إسترليني (1.6 مليار دولار) في أبريل (نيسان) الماضي، وبيعت شركة “إيه جي أس إيربورتز” التي تدير مطارات أبردين وغلاسكو وساوثمبتون هذا الشهر إلى شركة “أفي ألاينس” المملوكة لمجلس استثمار معاشات القطاع العام في كندا، في صفقة تزيد قيمتها على 1.5 مليار جنيه إسترليني (1.8 مليار دولار).

وقالت مصادر في المدينة إن الصفقتين تعادلان 20 و23 ضعف الأرباح السنوية على التوالي، وإذا طبقنا مضاعفات مماثلة على الأرباح التاريخية التي حققها مطارا بريستول وبرمنغهام فإن قيمتهما ستتجاوز 1.5 مليار جنيه إسترليني (1.8 مليار دولار) لكل منهما.

سوق المطارات الأوروبية

ومن المتوقع تقييم شركة مطارات كوبنهاغن التي كانت جزءاً من اتحاد اشترى مطار لندن سيتي عام 2016 في مقابل ملياري جنيه إسترليني (2.5 مليار دولار)، بمبلغ يتجاوز هذا الرقم بكثير. وفي وقت سابق من هذا العام حصل مطار دوكلاندز على دفعة كبيرة عندما وافقت نائبة رئيس الوزراء أنغيلا راينر على زيادة الحد الأقصى السنوي للركاب من 6.5 مليون إلى 9 ملايين راكب.

وتمتلك شركة مطارات كوبنهاغن المدرجة في الدنمارك بقيمة سوقية تبلغ 3.3 مليار جنيه إسترليني (4.1 مليار دولار)، ما يقارب ثلث الأعمال، وهو ما يعكس مكانتها الكبيرة في سوق المطارات الأوروبية.

وتخضع شركة مطارات كوبنهاغن الآن لحق الرفض الأول (ROFR)، وهو فترة مدتها 30 يوماً يمنح خلالها المستثمرون المشاركون في المشروع الفرصة لشراء حصص صندوق التقاعد الكندي، ومن غير المرجح أن يختار مجلس مدينة برمنغهام، الذي يمتلك 18.7 في المئة من مطار المدينة، شراء حصة شركة مطارات كوبنهاغن بسبب وضعه المالي المعقد.

من جانب آخر تترقب شركة “ماكواري” الفرصة لشراء الحصص الباقية، إذ قدمت عرضاً لشراء جميع المطارات الخمسة المتاحة، وفقاً لمصادر في المدينة.

ويعد الخروج المحتمل لصندوق معاشات المعلمين في أونتاريو من الأصول البريطانية التي تقدر بمليارات الجنيهات البريطانية ضربة جديدة للحكومة البريطانية، في وقت تواصل حملتها الدبلوماسية لجذب كبار المستثمرين الأجانب للاستثمار في بريطانيا.