تعهد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اليوم الاثنين بأن يعزز الأوروبيون الدعم العسكري لأوكرانيا. جاء ذلك بعد محادثات مع نظرائه البريطاني والفرنسي والإيطالي والبولندي بشأن كيفية تعزيز الجهود الدفاعية مع قرب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وقال بيستوريوس للصحافيين في برلين بعد استضافة اجتماع لمجموعة الدول الخمس بشأن الدفاع في أوروبا “يجب أن يكون هدفنا تمكين أوكرانيا من العمل من موقف قوة”. وفاقم انتخاب ترامب، الذي يشكك في دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، الضغوط على أوروبا لزيادة دورها في تسليح كييف إذا خفضت واشنطن، أكبر مانح حتى الآن، مساعداتها.
وبعد ساعات من فوز ترمب، اتفق بيستوريوس ووزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الدعوة إلى اجتماع مع نظرائهما الأوروبيين.
وفي حديثه للصحافيين في برلين، كرر وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميز تعهد بيستوريوس بتقديم المزيد من المساعدات لكييف.
وقال “يتعين على أوروبا أن تنسق جهودها بشكل أكبر، وأن تنسق أفعالها، وأن تستهدف تحقيق أهداف أعلى، حتى تكون شريكاً جيداً للولايات المتحدة”. وأضاف “نحن ملزمون اليوم بأن نقول ذلك بوضوح – يتعين على أوروبا أن تزيد من جهودها عندما يتعلق الأمر بمساعدة أوكرانيا ولكن قبل كل شيء… عندما يتعلق الأمر بأمنها”.
إسقاط صواريخ باليستية
وقالت روسيا اليوم الإثنين إن دفاعاتها الجوية أسقطت ثمانية صواريخ باليستية أطلقتها أوكرانيا وسط تصاعد التوتر مع استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى زودها بها الغرب ضد روسيا.
وقصفت روسيا وسط أوكرانيا الأسبوع الماضي بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي (يصل مداه إلى 5500 كيلومتر) من دون رأس نووي، وتوعدت بزيادة هذا النوع من الضربات إذا واصلت كييف استخدام الصواريخ الغربية لاستهداف الأراضي الروسية.
وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب الدول التي تزود الأوكرانيين بهذه الصواريخ، معتبراً أن الحرب في أوكرانيا اتخذت “طابعاً عالمياً”، كذلك، طرح الكثير من المسؤولين الروس، بينهم الرئيس، إمكانية استخدام الأسلحة النووية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في مؤتمر صحافي بأن “الدفاعات الجوية أسقطت ثمانية صواريخ باليستية وستة قنابل جوية موجهة من طراز (JDAM) أميركية الصنع إضافة إلى 45 مسيرة” من دون تفاصيل حول نوع الصواريخ أو المكان الذي أسقطت فيه.
أهداف عسكرية
وأعلنت أوكرانيا، من جانبها، صباح اليوم الإثنين، أنها ضربت أهدافاً عسكرية في روسيا، من دون أن تحدد طبيعة الأسلحة التي استخدمتها.
وقتل مدني في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، بحسب السلطات، في هجوم بمسيرة أوكرانية، كذلك، استهدفت مسيرات أوكرانية متفجرة خلال الليل مخزناً للوقود في منطقة كالوغا الروسية، بحسب مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، بينما أدت هجمات روسية جديدة على مدينتي خاركيف (شمال شرق) وأوديسا (جنوب غرب) في أوكرانيا، إلى إصابة العشرات.
ويأتي ذلك مع إعلان السلطات الأوكرانية أن ضربة صاروخية روسية أصابت نحو 20 شخصاً في مدينة خاركيف (شرق)، وأن موسكو أطلقت 145 طائرة مسيرة على أوكرانيا خلال الليل.
وكثفت موسكو وكييف الهجمات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود، وأطلقت روسيا الأسبوع الماضي صاروخها الجديد “أوريشنيك” على أوكرانيا، ما أثار دعوات دولية إلى وقف التصعيد.
وقال المصدر “نتيجة عملية قامت بها الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، أصيبت منشأة للوقود والطاقة في منطقة كالوغا في روسيا ليلاً”.
وقال حاكم مدينة كالوغا الروسية الواقعة جنوب العاصمة موسكو، إن أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة أسقطت ثماني مسيرات، مؤكداً أن “مؤسسة صناعية” اشتعلت فيها النيران.
وأوضح المصدر الأوكراني أن “هدف الهجوم كان مستودع نفط لشركة Kaluganefteprodukt JSC التي تشارك في دعم العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا”.
وشاهد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية في خاركيف سكاناً وعمال إنقاذ يعاينون الأضرار ويزيلون الأنقاض بعد الضربة الروسية على المدينة التي تعرضت لقصف متكرر منذ شن الكرملين حربه مطلع عام 2022.
وقال رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف إن 23 شخصاً أصيبوا في حين تضرر نحو 40 مبنى، وأعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 71 مسيرة بينها طائرات من طراز “شاهد” الإيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية، فيما أسقطت 71 طائرة أخرى باستخدام أنظمة دفاعية للتشويش الإلكتروني.
وأضاف في بيان “في السابق، كانت الهجمات بمسيرات شاهد تُنفذ في الليل فقط، الآن يستخدم العدو مسيرات هجومية خلال النهار أيضاً”.
ضرب بنى تحتية ومنشآت
في غضون ذلك، قالت السلطات إن هجوماً روسياً على مدينة أوديسا الساحلية (جنوب)، ألحق أضراراً بمنشآت بنى تحتية وأسفر عن إصابة بعض الأشخاص.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “يمكن وقف هذه الهجمات الروسية من خلال الضغط والعقوبات ومنع وصول المحتلين إلى المكونات التي يستخدمونها لصنع أدوات هذا الإرهاب، وإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا”.
من جهة أخرى، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم الإثنين إن بريطانيا تفرض أكبر حزمة عقوبات على ما يطلق عليه “أسطول الظل” الروسي وذلك باستهداف 30 سفينة، وحث الحلفاء في مجموعة السبع على الوقوف مع أوكرانيا وإمدادها بالمعدات ما بقيت في حاجة لها.
وتحرص بريطانيا ودول غربية أخرى على ضمان أن تكون أوكرانيا في أقوى وضع ممكن للدفاع عن نفسها هذا الشتاء.
وقال لامي للصحافيين إن الجولة الأحدث من الإجراءات البريطانية ضد موسكو تمثل “أكبر” حزمة من العقوبات على أسطول الظل الروسي، في إشارة إلى سفن تقول بريطانيا إنها تحاول الالتفاف على القيود الغربية على النفط الروسي.
وأضاف أنه في تقدير بريطانيا فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يظهر “أي إشارات على الإطلاق على رغبته في التفاوض” لإنهاء الحرب مع أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قال حاكم منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا فيتالي كيم، اليوم الإثنين، إن القوات الروسية هاجمت البنية التحتية للطاقة في المنطقة الليلة الماضية. وذكر عبر تطبيق “تيليغرام” أن المهندسين تمكنوا اعتبارا من صباح اليوم من إعادة الكهرباء إلى معظم المستهلكين المتضررين من انقطاع التيار في أعقاب الهجوم.
صواريخ
في الأثناء، قال حاكم منطقة كورسك الروسية المتاخمة للحدود الأوكرانية إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت سبعة صواريخ أوكرانية أثناء الليل فوق المنطقة. وأضاف أن وحدات الدفاع الجوي دمرت، أيضاً، سبع طائرات مسيرة أوكرانية.
وكتب رومان أليوخين، وهو محلل عسكري مؤيد للجيش الروسي ويعمل مستشاراً لحاكم كورسك، على تطبيق “تيليغرام” أن “كورسك تعرضت لهجوم كبير بصواريخ أجنبية الصنع” أثناء الليل.
وأعلن رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف ورئيس إدارتها العسكرية أن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم روسي جديد بطائرات مسيرة في وقت متأخر من مساء الأحد.
وقال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو عبر تطبيق “تيليغرام”، “الدفاعات الجوية تصدت (لهجوم). كييف تتعرض مرة أخرى لهجوم من العدو بطائرات مسيرة”.
مسيرات
وأشار الجيش الأوكراني إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت في وقت سابق 50 من 73 طائرة مسيرة روسية أُطلقت على أهداف مختلفة ليل السبت.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاء أوكرانيا الأحد إلى تركيز جهودهم على المساعدة في توفير نظام دفاع جوي قادر على حماية الناس. وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تعمل مع حلفائها لتحديد الرد على استخدام روسيا صاروخاً باليستياً جديداً متوسط المدى الأسبوع الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني في خطابه المسائي المصور إن فحص الحطام جار “لتحديد جميع التفاصيل والمواصفات المتعلقة بالصاروخ. وللتوصل معاً إلى رد على هذه الخطوة التصعيدية”.
وأضاف “العالم لديه أنظمة دفاع جوي قادرة على صد هذا النوع من التهديدات أيضاً، وهذا ما يتعين علينا جميعاً أن نركز عليه”.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن صاروخ أوريشنيك استهدف مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا رداً على استخدام كييف صواريخ غربية خلال الأسبوع الماضي لضرب أهداف في روسيا.
إنذارات
وقال زيلينسكي في تعليقات سابقة على تطبيق “تيليغرام” “تم إطلاق إنذارات من هجمات جوية بصورة يومية تقريباً في أنحاء أوكرانيا هذا الأسبوع”.
وتابع قائلاً إن روسيا استخدمت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 800 قنبلة جوية موجهة ونحو 460 طائرة مسيرة هجومية وما يزيد على 20 صاروخاً من أنواع مختلفة.
وذكر “أوكرانيا ليست أرضاً لتجربة الأسلحة. أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة. لكن روسيا لا تزال تواصل مساعيها لقتل شعبنا ونشر الخوف والذعر وإضعافنا”.
وقال الجيش الأوكراني إن وحدات الدفاع الجوي دمرت أكثر من 10 طائرات مسيرة روسية كانت تستهدف العاصمة كييف في هجوم بطائرات مسيرة الليلة الماضية. وذكرت الإدارة العسكرية لكييف عبر تطبيق “تيليغرام” أنه لم ترد تقارير بعد عن وقوع أضرار أو إصابات نتيجة للهجوم.
وقال رئيس الإدارة العسكرية لكييف سيرهي بوبكو “كانت الطائرات المسيرة تحلق في اتجاهات مختلفة نحو كييف… استمرت حالة التأهب للغارات الجوية في المدينة لأكثر من ثلاث ساعات”. ولم تصدر روسيا تعليقاً بعد في شأن الهجوم.
اعتقال
في هذا الوقت، قال مصدر أمني لوكالة الإعلام الروسية إن القوات الروسية ألقت القبض على بريطاني من المرتزقة يقاتل مع الجيش الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، التي لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر عليها جزئياً. وأضاف المصدر الروسي في تصريحات نشرت أمس الأحد “تم القبض على أحد المرتزقة من بريطانيا، يطلق على نفسه اسم جيمس سكوت ريس أندرسون. ويقوم الآن بتقديم أدلة”.
وفي مقطع مصور نُشر على قنوات “تيليغرام” روسية غير رسمية مؤيدة للحرب على أوكرانيا أمس، يظهر شاب ملتحٍ يرتدي ملابس عسكرية ويداه مقيدتان على ما يبدو من الخلف، بينما يقول باللغة الإنجليزية إن اسمه جيمس سكوت ريس أندرسون وإنه خدم سابقاً في الجيش البريطاني.
نقلاً عن : اندبندنت عربية