الأهلي السعودي… رحلة التعافي من الهبوط للعلامة الكاملة في آسيا

قدم فريق الأهلي السعودي على المستوى القاري خلال الأشهر الأخيرة مستوى أكثر من رائع، مما جعله يحسم التأهل إلى دور الـ16 من البطولة بنظامها الجديد باكراً بعد خوض خمس مباريات فقط لا غير من ثماني، محققاً العلامة الكاملة بـ15 نقطة.

ونجح “الراقي” في تحقيق الفوز على بيرسبوليس الإيراني بنتيجة (1-0) والوصل الإماراتي بنتيجة (2-0) والريان القطري بنتيجة (2-1) والشرطة العراقي (5-1)، وأخيراً انتصاره أمس على نظيره العين الإماراتي بنتيجة (2-1)، وهي المباراة التي حسمت له التأهل بصورة رسمية للدور المقبل وسط أداء قوي لا يعكس ترتيبه على مستوى الدوري السعودي للمحترفين والمنافسات المحلية.

ويعاني الأهلي على المستوى المحلي خلال الفترة الأخيرة، إذ يحتل المركز السابع في بطولة الدوري برصيد 17 نقطة من 11 لقاء، إذ حقق الفوز في خمسة وتعادل في اثنين وتلقى أربع هزائم، إضافة إلى خروجه من منافسات كأس الملك أمام الجندل من دور الـ32 بعد الهزيمة بنتيجة (2-1) في الـ23 من سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو ما كان قرّب المدير الفني الألماني للفريق ماتياس يايسله من الرحيل عن منصبه، بخاصة أن المسؤولون يرغبون منذ بداية الموسم الحالي في المنافسة على جميع الألقاب، والسعي وراء التتويج بالدوري والكأس بعد الغياب عن منصة الذهب بالبطولتين منذ موسم 2015 – 2016.

ولكن تحقيق العلامة الكاملة آسيوياً لم يأت بسهولة مع فريق الأهلي، فبعد أن ظل موسماً في دوري الدرجة الأولى، عاد بقوة مرة أخرى ليعلن عن نفسه بقوة أنه سينافس على جميع الألقاب وأكثرها منافسة.

الهبوط والعودة

وتعرض الأهلي لفترة حالكة خلال موسم 2021 – 2022 بعد احتلاله المركز الـ15 في ترتيب الدوري السعودي للمحترفين برصيد 32 نقطة من 30 مباراة، إذ حقق الفوز وقتها في ست مباريات فقط وتعادل في 14 وتلقى 10 هزائم، ليرافق الثنائي الفيصلي والحزم إلى دوري الدرجة الأولى السعودي للمرة الأولى في تاريخه، في صدمة كبيرة لجماهيره وبخاصة أنه ضمن الخمسة الكبار في الكرة السعودية.

وفي دوري الدرجة الأولى دخل الأهلي المنافسات بقيادة موقتة للمدرب يوسف عنبر بعد إقالة الأوروغوياني روبرت سيبولدي في بداية الموسم، ولكن بعد مرور خمس جولات تولى الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني تدريب الفريق وكان يحتل المركز السابع رصيد ثماني نقاط، بعد تحقيق فوزين وتعادلين وتلقي هزيمة.

ونجح موسيماني في قيادة الفريق للتتويج بدوري الدرجة الأولى بعد أن جمع 72 نقطة من 34 مباراة، إذ حقق الفوز في 21 لقاء وتعادل في تسعة وخسر أربعة.

وما يدل على أن النادي الأهلي كان يمر بمرحلة غير طبيعية هو رفض اللاعبين الاحتفال أثناء تسلم كأس البطولة، في مشهد اندهش بسببه المدير الفني موسيماني.

وقال موسيماني في تصريحاته عن هذا المشهد “لا أعلم سبب احتفال اللاعبين بلقب الدوري، فقد توجت من قبل بـ19 بطولة واحتفلت، ولكنني فوجئت برفضهم الاحتفال، ومن الممكن أن تفسر الإدارة ذلك، أنا أتحكم في اللاعبين داخل الملعب فقط أما خارجه فليست مسؤوليتي”.

وعلق رئيس النادي الأهلي آنذاك في تصريحات عقب اللقاء عن مشهد عدم احتفال اللاعبين بالبطولة قائلاً إن “الأهلي يستحق أكثر من ذلك، بطولة شاركنا فيها بسبب ظرف استثنائي، وكنا نريد العودة لمكاننا الطبيعي، ووجودنا في دوري الدرجة الأولى كان أزمة بالنسبة إلينا لأن تاريخ النادي الطبيعي الحضور في دوري المحترفين، ولكن لا يمكننا الاحتفال باللقب لأننا نحترم جماهيرنا التي تشاهدنا”.

استعداد قوي

واستفاد الأهلي مع عودته للدوري السعودي للمحترفين من التطور الذي طرأ على البطولة من الناحية التعاقدية، وطفرة ضم النجوم لدوري “روشن”، وكان أبرز الصفقات آنذاك هو انضمام البرتغالي كريستيانو رونالدو لصفوف النصر.

وقام الأهلي ببعض التعاقدات استعداداً لمنافسات الدوري السعودي للمحترفين 2023 – 2024 وأبرزها رياض محرز من “مانشستر سيتي” وآلان سان ماكسمين من “نيوكاسل” وإدوارد ميندي من “تشيلسي” وفرانك كيسيه من “برشلونة” وروبرتو فيرمينو من “ليفربول” ومريح دارميال من “أتلانتا” وغابرييل فيغا من “سيلتا فيغو” وروجير إيبانيز من “روما”.

وأنفق الأهلي في سوق الانتقالات وقتها 184.10 مليون يورو (193.04 مليون دولار)، وتمكن خلال الموسم الماضي من أن يعود لمكانته الطبيعية والمنافسة مع الهلال والنصر، ولكن لم يحالفه الحظ في الحضور داخل السابق حتى الأمتار الأخيرة، واكتفى بالمركز الثالث برصيد 65 نقطة من 34 مباراة، إذ حقق الفوز في 19 لقاء وتعادل في ثمانية وتلقى سبع هزائم.

ويعد تأهله إلى بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة سريعاً عقب عودته للدوري السعودي للمحترفين هدية وإرضاء كبيراً لجماهيره بعد الفترة السيئة التي مرت على النادي.

وعلى رغم التذبذب على مستوى المباريات المحلية لكن الأهلي أصبح أول المتأهلين إلى دور الـ16، وقد يكون أقرب فريقين للحاق به الهلال والنصر، وقد يكون تأهل الأهلي باكراً قبل انتهاء عدد المباريات في مرحلة دوري أبطال آسيا استفادة له على مستوى المباريات المحلية، بإراحة بعض اللاعبين قارياً واستخدامهم بكل قوة محلياً بعد حسم التأهل، لتبقى فقط المنافسة على الترتيب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال يايسله عقب الفوز على العين  مطالباً مسؤولي الأهلي ببعض التعاقدات من أجل المنافسة على اللقب، “لا بد من تدعيم الفريق في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، حققت هدفي بالتأهل إلى دور الـ16 ولكننا نحتاج إلى بعض التعاقدات من أجل المنافسة على اللقب”.

ويتأهل من مجموعة الغرب التي تضم 12 فريقاً ثمانية إلى دور الـ16، وهم الأكثر حصداً للنقاط بعد خوض ثماني مباريات، إذ لا يجوز مواجهة فريقين من نفس الدولة خلال هذا الدور، في تطور كبير للبطولة في نسختها الحالية.

وبذلك جاءت عودة الأهلي قوية بعد التعثر والهبوط إلى الدرجة الأولى، إذ خاض رحلة تعافي مليئة بالتقلبات ولكنها جاءت بنجاح كبير على المستوى القاري للمنافسة على اللقب.

نقلاً عن : اندبندنت عربية