16قصة فى 16يومًا.. "أم فاطمة" قلبت الموازين وغيرت مصير 6 بنات


ضمن حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، التى تنطلق فى 25 نوفمبر من كل عام، نسلط الضوء على قصص نجاح ملهمة لنساء قررن كسر القيود. ومن إحدى قرى محافظة قنا في أواخر السبعينيات، نشارككم قصة اليوم، حيث خرجت “أم فاطمة”، السيدة البسيطة التي لم تعرف مقاعد الدراسة، عن السائد وأثبتت أن الإرادة قد تهزم القيود وغيرت بصلابتها وإصرارها مصير بناتها الست وحياتهن بالكامل.


فاطمة، الابنة الكبرى، وهي الآن طبيبة وتعيش في القاهرة، تحكي قصتهم لـ”اليوم السابع”: “كنت في الصف الثاني الإعدادي عندما تمت خطبتي لابن عمي. القرار جاء دون استشارتي، وكان من المقرر أن أترك التعليم بمجرد الزواج. لكنهم حاولوا إقناعي بوهم أنني سأكمل دراستي بعد الزواج لتمرير الخطبة. لم تكن تلك خطتهم لحياتي أنا فقط، بل كانت الخطة لكل أخواتي البنات، كنا ست بنات، وكل واحدة كان مصيرها مرسومًا مسبقًا. لكن أمي، الله يرحمها، لم تقبل بذلك. فغيرت حياتنا بالكامل”.


 


العنف ضد المرأة




أم تقف ضد التيار




في زمن ومكان كانت فيه الكلمة الأولى والأخيرة لقوانين العائلة، أدركت أم فاطمة أن مستقبل بناتها لن يتغير إلا بالصمود. ورغم الضغوط العائلية الكبيرة، رفضت أن تسلم بناتها لهذا المصير. تقول فاطمة: “أمي واجهت ما لا يتحمله بشر. كانت هناك اجتماعات عائلية وضغوط لا تتوقف. حتى أبي، رغم أنه كان يدعمنا، تحمل ظلمًا كبيرًا من إخوته، كلامًا جارحًا يعصف بأي رجل، لكنهم معًا كانوا جدارًا صلبًا في وجه العائلة.”


تتذكر فاطمة اللحظة الحاسمة: “عندما حصلت على مجموع مرتفع في الثانوية العامة، لم تستطع أمي التخلي عن حلمي. صممت أن أكمل تعليمي رغم الاعتراضات والتهديدات من العائلة الكبيرة. أبي كان دائمًا مساندًا، ورغم كلام الأعمام والتقليل من شأننا لأننا بنات فقط، كانت أمي ترى فينا المستقبل. ولم نخيب ظنها أبدًا”.


تحقيق الحلم




تقول فاطمة بفخر: “أنا وأخواتي الست أكملنا تعليمنا ونعيش حياة مستقرة. أنا طبيبة وتزوجت من طبيب، من عائلتنا أيضًا ولكن لم يجبرني أحد على اختياره وبيننا تفاهم كبير وحب. لي أخت إعلامية وثالثة مهندسة وجميعنا نعيش حياة مستقرة وأثبتنا أنفسنا ولم نخذل أبوينا أبدًا، وكل واحد من أعمامي الذين كانوا يعايرون أبي بخلفة البنات الآن يتفاخرون بنا أمام الجميع.”


تختم فاطمة قصتها برسالة مليئة بالاعتزاز: “أمي كانت إنسانة بسيطة، لم يكن لديها أية إمكانيات تقريبًا لكنها كانت عظيمة في قراراتها. تستحق تمثال لما فعلته. ما فعلته أمي ليس مجرد انتصار لنا كأفراد، بل هو درس لكل أم. أقول لكل فتاة وأم: لا تخضعي للقيود، ولا تسمحي لأحد أن يقف في طريق طموحك”.


نساء الثمانينيات كنّ يواجهن تحديات قد تبدو للبعض مستحيلة، لكن قصة أم فاطمة هي دليل حيّ على أن الإرادة الحقيقية قادرة على كسر أي قيود، مهما كانت صعبة.

نقلاً عن : اليوم السابع