هكذا رد “المليون الأول” الاعتبار لحاملة أثقال سعودية

في لحظة سعادة واحتفال قالت الرباعة السعودية زينب الزقرتي (26 سنة) إن ثقة وتشجيع مدربها قاداها إلى حصد ذهب النسخة الثالثة من دورة الألعاب السعودية، مما أعاد ثقتها إلى محورها الطبيعي بعد خيبات مرت بها، وفقاً لقولها. ودار حديث صحافي أعاد شريط ذاكرتها لشهور سبقت فوزها، وصفتها على حد قولها بالحاسمة، في إشارة منها إلى أن مسيرتها الرياضية حبلى بالقصص والدروس.

تحديات وفرص

خاضت لاعبة المنتخب السعودي لحمل الأثقال خلال مسيرتها الرياضية تحديات أضفت على فوزها قيمة وتركت في طريقها أثراً، مضت زينب في قولها “تغلبت على التحديات بتجاوزها ففزت بالمليون. نعم رد الفوز اعتباري”.

مضيفة بأنها تجد في الرياضة “السعادة، ولأجلها تكبدت عناء السفر يومياً من مكة المكرمة إلى جدة ذهاباً وإياباً، سعياً وراء الرزق وللانخراط في الرياضة من باب أوسع”. وتابعت “كان عملي صباحاً وموعد التمارين الرياضية مساءً، وكنت أقضي ساعات الفراغ في السيارة أو لدى بعض الأصدقاء”.

اتصال الأمل

لم يرد في ذهن زينب خوض بطولات أو منافسات ترجو من ورائها مكاسب أو جوائز، كما تقول. وتكمل حديثها “لم يصل مد نظري إلى أبعد من ممارسة الرياضة بحد ذاتها، حتى وقع نظري على إعلان لبطولة محلية في حساب إحدى المدربات الرياضيات، ومن باب الاستطلاع والفضول سألتها فوجدتها تدعوني إلى خوض التجربة والثقة تملأها بقدرتي على تحقيق الفوز. أنهيت اتصالاً غرس الأمل في نفسي وشعرت بأن ثمة شيئاً ما بانتظاري”.

مجتمع جديد

تقول زينب إن تجربتها الأولى في دخول عالم المنافسات منحتها فرصة التعرف إلى أجواء مجتمعها الجديد، وتكمل قولها “حرصت على تطور أدائي الرياضي واستمرت الحال حتى أخبرني مدربي بأنني سأشارك ضمن النسخة الثانية من ألعاب السعودية 2023، كان واثقاً من جاهزيتي لخوض التجربة والفوز أيضاً، في حين كان ذلك بالنسبة إليَّ ضرباً من الخيال، وبفضل من الله ثم ثقته ودعمه نلت الفضية، فانضممت إلى المنتخب السعودي لحمل الأثقال كما انضممت إلى لاعبات النخبة أيضاً”.

لحظة توثق فوز زينب الزقرتي بذهبية ألعاب السعودية النسخة الثالثة 2024 (اندبندنت عربية – وزارة الرياضة)

حلو ومر

لم يكن طريق النجاح على خط ثابت كما ذكرت زينب، فالأيام الحلوة لا تخلو من مرارة، وأضافت “بعد نيل الميدالية الفضية في النسخة الثانية من دورة الألعاب السعودية كرست وقتي لتطوير مهاراتي الرياضية من دون أن أمنح نفسي عذراً لحضور المناسبات أو لقاءات الأسرة وحتى الأصدقاء. لقد عقدت العزم على فوز أكبر، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقبل أشهر من انطلاق النسخة الثالثة وضعت في موقف وكان عليَّ الاختيار بين الرياضة أو العمل في قصة يطول سردها. ووضعني ذلك في موقف لا أحسد عليه أمام التزاماتي المادية، فراهنت على زينب الرياضية ووضعت كل العقبات خلفي من دون أن يشعر أحد بالمعاناة التي ذقتها لحظة فقدان أمل المشاركة في النسخة الثالثة من الألعاب السعودية 2024، حتى وضع نادي الاتحاد ثقته فيَّ بمساعدة من مدربي فجاء الذهب رداً لاعتباري وتأكيداً لأهمية دور الرياضة في مسيرتي”.

لكل كلمة وزن

شاركت زينب خلال مسيرتها ضمن خمسة معسكرات محلية وعربية وشاركت في النسختين الثانية والثالثة من الألعاب السعودية وحصدت الفضة والذهب، وتستعد إلى جانب لاعبات المنتخب السعودي لرفع الأثقال للمشاركة في البطولة العربية المفتوحة التي تقيمها دولة قطر في الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

لكن زينب التي شهدت لحظات قاسية لم تخرج منها خالية الوفاض أردفت “راهنت على نفسي بتوفيق من الله عز وجل، وتعلمت أنه لا يوجد مجتمع رياضي كامل وأن لكل كلمة تقال وزناً”.