كشفت بيانات رسمية عن أن 10 في المئة فحسب من الأسر الأغنى في بريطانيا يمكنها تحمل شراء منزل متوسط السعر، مما يبرز حجم الأزمة التي تعانيها سوق الإسكان في بريطانيا.
وأشار مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن كلفة شراء منزل أصبحت “غير ميسورة” في جميع أنحاء المملكة المتحدة باستثناء إيرلندا الشمالية، نتيجة عقود من ارتفاع أسعار المنازل بوتيرة أسرع من دخل الأسر.
وأضاف المكتب أن الأمر يحتاج إلى ما يصل إلى 8.6 عام من متوسط الدخل السنوي القابل للإنفاق للأسر في إنجلترا الذي يبلغ 35 ألف جنيه استرليني، لشراء منزل متوسط السعر بقيمة 298 ألف جنيه استرليني (44.6 ألف دولار) العام الماضي، ويُعدّ هذا المعدل ضعف النسبة المسجلة عام 1999 تقريباً.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أن النسب المكافئة ما بين متوسط الدخل السنوي وأسعار المنازل بلغت 5.8 في المئة في ويلز، و5.6 في اسكتلندا، وخمسة في المئة في إيرلندا الشمالية، إذ تعتبر العقارات متوسطة السعر قريبة نسبياً من متناول معظم العائلات.
تحمل كلف السكن
ويعرف المكتب القدرة على تحمل كلف السكن بأن يكون متوسط سعر المنزل المحلي أقل من خمسة أضعاف متوسط الدخل المحلي السنوي.
وعلى هذا الأساس، أوضح التقرير أن الأسر التي يبلغ دخلها القابل للإنفاق في الأقل 69677 جنيهاً استرلينياً (88842 ألف دولار) (يضعها ضمن أعلى 10 في المئة في إنجلترا) فحسب هي القادرة بصورة معقولة على تحمل شراء منزل متوسط السعر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ويلز، تنطبق هذه المعايير على الأسر التي تقع ضمن أعلى 30 في المئة، وفي اسكتلندا أعلى 40 في المئة، أما في إيرلندا الشمالية، فإن المنزل متوسط السعر يعتبر ميسور الكلفة لعائلة ذات دخل متوسط.
وفي لندن، حيث شهدت أسعار المساكن زيادة كبيرة خلال العقدين الماضيين.
وبلغ متوسط سعر المنزل في لندن نحو 530 ألف جنيه استرليني (675371 ألف دولار) العام الماضي، مما يعادل 14.1 عام من الدخل المتوسط، وبالنسبة إلى أولئك في أعلى 10 في المئة من الدخل، يستغرق الأمر 5.9 عام لشراء منزل متوسط، بينما يحتاج أصحاب الدخل الأدنى 10 في المئة إلى 34.7 عام.
الخطة الحكومية لزيادة وتيرة بناء المنازل
وكرر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأسبوع الماضي الهدف الذي حددته الحكومة لإعادة إطلاق أجندة حزب العمال للحكم، على رغم أنه أقر بأن الخطة لزيادة وتيرة بناء المنازل كانت “طموحة، وربما طموحة للغاية”.
في غضون ذلك، هناك توقعات أن يفشل الحزب الحاكم في تحقيق هدفه في البرنامج الانتخابي إذا لم يتم إجراء تغييرات جذرية في نظام التخطيط وإحياء مشاريع بناء المنازل الاجتماعية على النمط ما بعد الحرب بصورة واسعة.
وحذر بعض المحللين من أن زيادة المعروض من المساكن قد لا تحسن القدرة على تحمل الكلف بصورة كبيرة.
وتظهر الأرقام من المكتب الوطني للإحصاء أن المنازل ذات الأسعار المتوسطة في جميع أنحاء جنوب إنجلترا أصبحت غير ميسورة الكلفة، إلا بالنسبة إلى أعلى 10 في المئة من الأسر ذات الدخل المرتفع.
وحتى في المنطقة الأكثر قدرة على تحمل الكلف، وهي شمال شرقي إنجلترا، تعتبر الأسعار المتوسطة ميسورة فقط لأولئك في أعلى 40 في المئة.
وتسلط هذه الأرقام الضوء على التحدي الذي يواجهه حزب العمال بقيادة ستارمر الذي تعهد بزيادة المعروض من المنازل الجديدة بصورة كبيرة لمواجهة أزمة الإسكان في بريطانيا، بعد أن وضع هدفاً لبناء 1.5 مليون منزل في البلاد قبل نهاية هذا البرلمان.
نقلاً عن : اندبندنت عربية