في حادثة تصدّرت عناوين الصحف العالمية، كشفت الطبيعة عن وجهها القاسي عندما شهدت ألاسكا واحدة من أعظم كوارث نفوق الطيور في العصر الحديث، إذ انتهت رحلة الملايين من طيور «المور» التي لطالما زينت سماء المحيط الهادي وجابت مياهه، بشكل مأساوي بسبب حرارة غير مسبوقة ضربت المحيط، تاركةً وراءها مشاهد تثير القلق بشأن تأثيرات التغير المناخي التي لم تعد مجرد أرقام وتقارير، بل وقائع مؤلمة تهدد الحياة على كوكبنا.

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإنّ طيور المور كان تعيش في المحيط الهادي قبل قدوم واحدة من أكبر موجات الحر البحرية على الإطلاق، لتتساقط الطيور على اليابسة هزيلة، ما يدل على أنها ماتت جوعًا، وعرف العلماء حينها أن النفوق كان أحد أكثر الأمثلة وضوحًا وتطرفًا لكيفية تسبب التغير المناخي في العالم الدافئ في اضطراب مجموعات الحياة البرية.

التغير المناخي.. ونفوق 4 ملايين طائر

ونشرت مجلة «ساينس» العلمية تقريرًا أشارت فيه إلى أنّ التغير المناخي تسبب في نفوق نحو 4 ملايين من طيور المور الشائعة في ألاسكا.

وجد البحث الذي أجرته عالمة الأحياء البرية المشرفة في محمية ألاسكا البحرية الوطنية للحياة البرية واسمها «رينر» وزملاؤها، أن أكثر من نصف طيور المور الشائعة في ألاسكا نفقت – نحو 4 ملايين طائر – فيما وصفوه بأنه أكبر حدث نفوق لأي نوع من أنواع الفقاريات غير السمكية في الحياة البرية خلال العصر الحديث.

أسوأ بكثير

وقالت إنّ النفوق كان أكبر من مئات الآلاف من طيور المور التي هلكت في تسرب النفط إكسون فالديز عام 1989 في ألاسكا، تقول: «لقد كان الأمر أسوأ بكثير ما كنا نعتقد».

قبل موجة الحر البحرية التي استمرت عامين وانتهت في عام 2016، كان لدى ألاسكا ما يقدر بنحو 8 ملايين من طيور المور الشائعة، منتشرة عبر مستعمرات وفيرة في خليج ألاسكا وبحر بيرنج الشرقي، وتعشش هذه الطيور البحرية ذات اللونين الأبيض والأسود في مجموعات كثيفة بين منحدرات الشاطئ خلال أشهر الصيف ثم تتجه إلى المحيط بقية العام لتتغذى على أسراب الأسماك الصغيرة مثل الكبلين ورمح الرمل والرنجة والكريل.

ماذا حدث للطيور؟

لكن هذه الأسماك التي تتغذى عليها الطيور، نفقت بسبب الحرارة، إذ ارتفعت درجات الحرارة في شمال المحيط الهادي بمقدار 2.5 إلى 3 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي، كما أشارت الدراسة إلى أن عدد سمك «القد» في المحيط الهادي في خليج ألاسكا انخفض بنسبة 80% بين عامي 2013 و2017.



نقلاً عن : الوطن