في السنوات الأخيرة، برز الصيام المتقطع كاستراتيجية قوية لأسلوب الحياة لتعزيز الصحة والعافية، وفي حين تم الترويج له في البداية كطريقة لفقدان الوزن، إلا أن الصيام المتقطع اكتسب شهرة واسعة لدوره المحتمل في الوقاية من السرطان.
وفقا لموقع ” onlymyhealth”، من خلال الاستفادة من العمليات الطبيعية في الجسم لإصلاح الخلايا وتقليل الالتهابات وتنظيم التمثيل الغذائي، قد يوفر الصيام المتقطع فوائد وقائية ضد تطور السرطان.
العلم وراء الصيام المتقطع
يتناوب الصيام المتقطع بين فترات الأكل والصيام، مما يؤدي إلى تحفيز العمليات التي تعمل على إصلاح الخلايا وتجديدها، ومن بين الآليات الرئيسية وراء فوائده عملية الالتهام الذاتي، وهي طريقة الجسم في تنظيف الخلايا التالفة وتجديد الخلايا الجديدة. وتعد وظيفة إزالة السموم الطبيعية هذه ضرورية للحفاظ على صحة الخلايا وقد تساعد في منع الطفرات التي تؤدي إلى السرطان.
خلال فترات الصيام، يبدأ الجسم عملية الالتهام الذاتي، وهي عملية خلوية بالغة الأهمية تعمل على إزالة الخلايا التالفة وتحفيز عملية التجدد، وتتمتع هذه الوظيفة التنظيفية بفوائد بعيدة المدى للصحة العامة وقد تكون محورية في منع الطفرات التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الصيام المتقطع على تحسين حساسية الأنسولين وخفض مستويات الأنسولين، والتي تعد بالغة الأهمية في تنظيم نمو الخلايا، وتؤدي مستويات الأنسولين المرتفعة، والتي غالبًا ما ترتبط بالأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات المكررة والوجبات الخفيفة المتكررة، إلى خلق بيئة مواتية لطفرة الخلايا من خلال تقليل ارتفاع مستويات الأنسولين، يعزز الصيام المتقطع الصحة الأيضية ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
كيف يدعم الصيام المتقطع الوقاية من السرطان؟
تسلط الأبحاث الناشئة الضوء على عدة طرق يمكن أن يساهم بها الصيام المتقطع في الوقاية من السرطان:
إصلاح الخلايا من خلال عملية الالتهام الذاتي
أثناء الصيام، يتحول الجسم من وضع النمو إلى وضع الإصلاح، مع التركيز على عملية الالتهام الذاتي – إزالة النفايات الخلوية، واستبدال الخلايا القديمة، وتجديد الأنسجة، تساعد عملية إزالة السموم الطبيعية هذه على منع تراكم الخلايا التالفة التي قد تؤدي إلى حدوث طفرات جينية، وتشكل مثل هذه الطفرات عاملاً حاسماً في تطور السرطان.
تحسين حساسية الأنسولين
ترتبط مقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات الأنسولين المزمنة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة في أنواع السرطان الحساسة للهرمونات مثل سرطان الثدي والبروستات وسرطان القولون والمستقيم، يساعد الصيام المتقطع على استقرار مستويات الأنسولين، مما يخلق بيئة خلوية تقلل من هذا الخطر.
تقليل الالتهابات
من المعروف أن الالتهاب المزمن يساهم في الإصابة بالسرطان، لأنه يعزز البيئة التي يمكن للخلايا غير الطبيعية أن تنمو وتتكاثر فيها، وقد أثبت الصيام المتقطع قدرته على خفض علامات الالتهاب، مما قد يساعد في منع ظهور الورم وتطوره.
على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث، إلا أن الدراسات المبكرة تشير إلى أن الصيام المتقطع قد يبطئ نمو الورم ويعزز استجابة الجسم المناعية للخلايا غير الطبيعية، وهذا يجعل الصيام المتقطع تعديلاً واعداً لأسلوب الحياة في بروتوكولات الوقاية من السرطان.
البدء بالصيام المتقطع
لا يجب أن يكون دمج الصيام المتقطع في روتينك أمرًا مرهقًا، تتضمن الأساليب الشائعة ما يلي:
طريقة 16:8: الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال فترة زمنية مدتها 8 ساعات.
الصيام يومًا بعد يوم: التناوب بين الصيام وأيام الأكل العادية.
الطريقة 5:2 : تناول الطعام بشكل طبيعي لمدة خمسة أيام وقلل بشكل كبير من السعرات الحرارية المتناولة في يومين غير متتاليين.
قبل البدء في الصيام المتقطع، استشر أخصائي الرعاية الصحية، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية أساسية. يعد تصميم جدول صيام يتماشى مع احتياجاتك الصحية وأسلوب حياتك أمرًا أساسيًا لتحقيق النجاح.
نقلاً عن : اليوم السابع